مذكرات الرحيل إلى كتالونيا بقلم د حمد حاجي تونس

مذكرات..
ا============
الرحيل إلى كتالونيا
ا============

بقلم دحمد حاجي تونس
يتقدم كل الحاضرين مشدوهين غير مصدقين مصدومين عندما حدثت جلبة وسمعوا صراخا وهشيم زجاج يأتيان من المطبخ..
انتفض الجميع مهرولين نحوي وكانت الفاجعة..
اذكر اني كنت امسك الهاتف جيدا ..
انني كنت اهاتفها..
حبيبتي — ن — …
صباح النور صباح الخير صباح كله ود ووفاء وبركات ..جعل الله يومك بشائر
ها حبيبتي .. افقت من نومي هذا الصباح ..ها انني أدرج بالبيت .. أحضر قهوتي الصباحية ..وكما أوصيتني من قبل .. لن أشَّغل الغاز قبل ان أُعدَّ كل أواني الفطور.. نعم لن آخذ الولأَّعة ولن أجربها قرب فرن الغاز.. وأطمئن قلبك لن أُشعل السيجارة..ولن أهتم بالغليون وتبغه الا بعد الفطور…تمام ..
القهوة بنُّها من حبات ارجوانية في حجم حبة الحمص ..منذ قليل وضعتها بالرحى .. فاح المطبخ برائحة كالعنبر كنت أفكر بك حبيبتي كما رؤية الاشياء والأحلام الباهتة ..
حبيبتي –ن –…
نعم القهوة .. وضعتها على نار هادئة..
تعرفي الان .. أخمن فيما ترى حلمت البارحة؟ ..وغامت ذاكرتي ولم تهتد..
بدأ ماء الإناء يغلي ..وضعت ملعقة أولى.. ثانية..
وفي هدوء ظاهر كررت: ما لي نسيت حلمي بالليل ؟ وأكملت صب دقيق القهوة ثانية ,وتناثر بعض ذرير دقيقها على الموقد.. مسكت قطعة النشاف ومسحت البقايا .. حرَّكت ففاح عطر القهوة ممزوجا بقشور الرمان ورائحة الشيح…
وابدلت الهاتف للأذن الاخرى..
حبيبتي –ن — … انتظري..
أف… افففف..
قربت الى فمي الملعقة الصغيرة.. تذوقت طعمها ..آه نسيت ان أضع طوابع السكر ..
تراجعت الى الخلف خطوات ..ومسكت السكرية من التحت .. كانت على الرف الفوقي .. وجذبتها .. كنت أعالج الملعقة بيدي اليسرى ..مازال بها قطرات القهوة المرة .
سمعت خشخشة الماء ..لقد فارت القهوة بالماء المغلى …
انزلقت باليسرى السكرية وقعت على فخذي ثم الى الارض تهشمت ..تناثر السكر ..
سقط الهاتف ..
أه انا مستاء جدا :
أنا بعد لم أتذكر حلم البارحة..!
لم اسمع صوتك..