في مثل هذا اليوم19 نوفمبر1942م..
الجيش الأحمر السوفيتي بقيادة الجنرال غيورغي جوكوف يبدأ عملية أورانوس، وهي العملية التي حولت دفة الصراع في معركة ستالينجراد.
غيورغي قسطنطينوفيتش جوكوف (بالروسية: Гео́ргий Жу́ков)، (مواليد 1 ديسمبر 1896 – الوفاة 18 يونيو 1974) كان قائد عسكري في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. يعتبر من أكثر القادة العسكريين الذي لعبوا دوراً محورياً في قيادة الجيش الاحمر لتحرير الاتحاد السوفيتي وبقية الدول من الاحتلال النازي حتى وصل إلى برلين، كما يعتبر من أكفئ القادة في التاريخ السوفيتي والروسي، من بين العديد من القادة العسكريين خلال الحرب العالمية الثانية، جوكوف كان أكثرهم من حيث عدد الانتصارات والقائد الوحيد الذي يخلو سجله من الهزائم، موهبته في القيادة العملية والاستراتيجية اعترف بها كثير من قادة الحلفاء، مثل بيرنارد مونتغمري ودوايت ايزنهاور، إنجازاتة في تحسين المعرفة البشرية العسكرية من الناحية النظرية والتطبيقية عادت بفوائد عظيمة للاتحاد السوفيتي والعالم كله، يعتبره كثيرون بأنه «عراب النصر السوفييتي» بينما يذهب البعض إلى اعتباره أعظم قائد عسكري في القرن العشرين.
العملية أورانوس (بالروسية: Операция Уран، أبراتسيا أوران) كان اسم الشفرة لعملية إستراتيجية سوفيتية في الحرب العالمية الثانية، جرت بين 19 – 23 نوفمبر 1942. أدت العملية إلى تطويق الجيش السادس الألماني والجيشين الثالث والرابع الرومانيين، وقطاعات من جيش الدبابات الرابع الألماني. شكلت العملية جزءًا من معركة ستالينجراد، وكانت تهدف إلى تدمير القوات الألمانية المتمركزة في ستالينجراد وجوارها. بدأ التخطيط للعملية في سبتمبر 1942، وطُورت الخطة بالتوازي مع خطط لحصار وتدمير مجموعة جيش الوسط الألمانية والقوات الألمانية في القوقاز. استغل الجيش الأحمر الاستعداد السيئ للقوات الألمانية لفصل الشتاء، وكذلك حقيقة أن قوات الجيش الألماني كانت ممددة فوق قدرتها بالقرب من ستالينجراد، مستخدمة جنودًا رومانيين لحراسة أجنابها؛ جُهزت نقاط الانطلاق للعملية على طول القطاع من الجبهة الذي يواجه القوات الرومانية. ولم تكن قوات المحور مجهزة بالمعدات القادرة على التعامل مع المدرعات السوفيتية.
نتيجة لطول الجبهة التي تشكلت بعد الهجوم الألماني في الصيف، وفي محاولة للاستيلاء على مدينة ستالينجراد وحقول النفط في القوقاز، كانت القوات الألمانية والقوات الأخرى من دول المحور المشاركة على هذه الجبهة مضطرة إلى حراسة قطاعات تتجاوز ما كان مخططًا لها. وساء الوضع أكثر لقرار القيادة الألمانية إعادة تموضع عدد من الفرق المؤللة من الجبهة السوفيتية إلى أوروبا الغربية. إلى جانب ذلك، استنفذت الوحدات في المنطقة قدراتها بعد أشهر من القتال، خاصة تلك الوحدات التي شاركت في الأعمال القتالية في ستالينجراد. كاحتياطي لتدعيم حلفائهم الرومانيين على أجناب الجيش السادس الألماني، كان لألمانيا فقط فيلق الدبابات 48، الذي كان بقوة فرقة دبابات واحدة، وفرقة قاذفات الدبابات 29. بالمقارنة، نشر الجيش الأحمر مليون فرد للقتال في ستالينجراد وجوارها. لم تكن تحركات القوات السوفيتية من دون مشاكل، إذ برزت صعوبات في إخفاء احتشادهم، كما وصلت القوات متأخرة بصفة متكررة نتيجة لمشاكل لوجستية. تأجلت العملية أورانوس أولًا من 8 إلى 17 نوفمبر، وتأجلت ثانية إلى 19 نوفمبر.
في 07:20 بتوقيت موسكو في 19 نوفمبر، بدأت القوات السوفيتية هجومها على الأجناب الشمالية لقوات المحور في ستالينجراد؛ بدأ الهجوم في الجنوب في 20 نوفمبر. ومع أن القوات الرومانية تمكنت من صد الهجمات الأولى، وبحلول نهاية يوم 20 نوفمبر، كان الجيشان الثالث والرابع الرومانيان في انسحاب كامل، فيما تقدمت القوات السوفيتية متخطية عدة فرق مشاة ألمانية. ولم تكن قوات الاحتياط النقالة الألمانية قادرة على صد رؤوس الجسور المؤللة التي أقامها السوفيت، حيث لم يتوفر لدى الجيش السادس الرد السريع أو الحزم الكافي لرفع الضغط عن القوات المدرعة الألمانية في ستالينجراد وإعادة توجيه هذه القوات لهزيمة التهديد المحدق بالمحور.
مع نهاية 22 نوفمبر، حققت القوات السوفيتية الربط في بلدة كالاخ، محاصرة حوالي 290,000 رجل شرق نهر الدون. وبدلًا من محاولة كسر الحصار، قرر الديكتاتور الألماني أدولف هتلر إبقاء قوات المحور في ستالينجراد وإعادة تموينها جوًّا. في هذه الأثناء، بدأ المخططون العسكريون السوفيت والألمان التخطيط لخطواتهم التالية.!!
Discussion about this post