في مثل هذا اليوم 25 نوفمبر1975م..
استقلال سورينام عن هولندا.
سورينام (بالهولندية: Suriname)، رسميا جمهورية سورينام، هي دولة تقع في شمال أمريكا الجنوبية. يحدها من الشرق غيانا الفرنسية ومن الغرب غيانا. أما من الجنوب، فتحدها البرازيل ومن الشمال المحيط الأطلسي. سورينام هي أصغر دولة ذات سيادة من حيث المساحة وعدد السكان في أمريكا الجنوبية. وهو البلد الوحيد في المنطقة الناطق بالهولندية في نصف الكرة الغربي غير أنها غير تابعة للمملكة الهولندية. وهي دولة ذات تنوع ديني ولغوي وعرقي كبير. تبلغ مساحة سورينام 165,000 كم2 أي أربعة أضعاف مساحة هولندا. ويبلغ عدد سكانها 470,000 نسمة والذي يعيش ربعهم على أقل من دولارين يومياً.
في بداية القرن 16، تم اكتشاف المنطقة من قبل المستكشفين الفرنسيين، الأسبانيين والإنكليز. قرن فيما بعد، تم إنشاء مزرعة من المستعمرات الهولندية والإنكليزية على اٍمتداد العديد من الأنهار في السهول الخصبة لغيانا. أقدم مستعمرة موثق لها في غيانا كانت على طول نهر سورينام وتسمى مارشالز كريك (خليج المارشال). سميت المنطقة نسبتا اٍلى أحد الاٍنجليز. وقد نشأت خلافات بين الهولنديين والإنجليز. عام 1667، قرر الهولنديون اٍستعادة المستعمرة الوليدة من الغزاة الاٍنجليز، وفق معاهدة بريدا. بادلت بريطانيا هولندا جزءا من مستعمرتها غيانا الغنية بقصب السكر (بأمريكا الجنوبية) مقابل المستعمرة الهولندية الباردة الجرداء، أمستردام الجديدة (بأمريكا الشمالية). الجزء الهولندي من غيانا سمي لاحقاً «سورينام»، وغير الإنجليز اسم «نيو أمستردام» إلى «نيو يورك». في بداية القرن السابع عشر كان السكر سلعة إستراتيجية من المقام الأول وقد احتكرته بريطانيا بمزارعها الشاسعة في الهند وفي البحر الكاريبي. وفي الوقت نفسه كان الهولنديون محبطين من عزوف الأوروبيين من الانتقال للعمل والحياة كأجراء في مستعمرة هولندا الجديدة في الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الشمالية. لذا ففي عام 1640 ؟ بادلت بريطانيا هولندا جزءا من مستعمرتها غيانا الغنية بقصب السكر (بأمريكا الجنوبية) مقابل المستعمرة الهولندية الباردة الجرداء، أمستردام الجديدة (بأمريكا الشمالية). الجزء الهولندي من غيانا سمي لاحقاً «سورينام»، وغير الإنجليز اسم «نيو أمستردام» إلى «نيو يورك». اٍعتمد المزارعون الهولنديون اعتمادا كبيرا على العبيد الأفارقة لزراعة البن والكاكاو وقصب السكر ومزارع القطن على طول الأنهار. معاملة العبيد من قبل مالكيهم كانت سيئة جدا، فهرب الكثير من العبيد من المزارع. بمساعدة من الأمريكيين الاصليين الذين يعيشون في الغابات المطيرة المجاورة، العبيد الهاربون قاموا بتأسيس ثقافة جديدة وفريدة من نوعها والتي كانت ناجحة للغاية في حد ذاتها. تعرف عموما في اللغة الإنجليزية بالمارون (زنوج الأدغال)، ويكونون الآن عدة قبائل مستقلة، من بينها ساراماكا، باراماكا، نديوكا أو أوكان، كوينتي، ألوكو أو بوني والماطاواي.
قام المارون بشن غارات على المزارع لتجنيد أعضاء جدد، والحصول على النساء والأسلحة والطعام والمؤن. كانت هذه الهجمات مميتة في أغلب الأحيان للمزارعين الأربيين وأسرهم، وبعد عدة حملات غير ناجحة ضد المارون، قامت السلطات الأوروبية بتوقيع عدة معاهدات سلام معهم في القرن 19، منحت المارون وضعهم السيادي وحقوقهم في التجارة. ألغيت العبودية في سورينام من جانب هولندا في عام 1863، ولكن لم يعتق كامل العبيد في سورينام حتى عام 1873، بعد مدة 10 سنوات إلزامية واٍنتقالية يتعين عليهم العمل خلالها في المزارع مقابل أجر ضئيل، ودون ممارسة التعذيب. ليصبحوا أحرارا في أقرب وقت، عانى العبيد الذين هجروا المزارع لعدة أجيال. كمزرعة مستعمرة، سورينام كانت لا تزال تعتمد اعتمادا كبيرا على العمالة اليدوية، ولتعويض هذا النقص، قام الهولنديون بجلب العمال من الهند الشرقية الهولندية (اندونيسيا الحديثة) والهند (من خلال ترتيب مع البريطانيين). بالإضافة إلى ذلك، خلال أواخر القرن 19 وأوائل القرون 20، عدد صغيرة معظمه من الرجال تم جلبه من الصين والشرق الأوسط. على الرغم من أن عدد سكان سورينام لا يزال قليل نسبيا، اٍلاأن هذا التاريخ هو واحد من أكثر التواريخ تنوعا عرقيا وثقافيا في العالم. في عام 1954، وضعت هولندا سورينام في ظل نظام الحكم الذاتي المحدود، مع الاحتفاظ بالسيطرة على الشؤون الدفاعية والخارجية. في عام 1973، الحكومة المحلية، على رأسها PNK (اٍلى حد كبير الكريول، تعني عرقيا الأفارقة أو حزب، خليط الأفارقة-الأوروبيون) بدأت المفاوضات مع الحكومة الهولندية حول الاستقلال الكامل، والذي منح في 25 نوفمبر 1975. جزء كبير من اقتصاد سورينام في العقد الأول بعد الاستقلال كانت تغذيه المساعدات الخارجية المقدمة من الحكومة الهولندية. أول رئيس للبلاد كان يوهان فيريي، الحاكم السابق، مع هانك آرون (الزعيم الموالي لحزب سورينام الوطني) كوزير أول. ما يقرب من ثلث سكان سورينام في ذلك الوقت هاجر إلى هولندا في السنوات التي سبقت الاستقلال، كما خشي الكثيرون من أن البلاد الجديدة ستكون أسوأ حالا مما كانت عليه قبل الاستقلال باعتبارها مستعمرة هولندية في ماوراء البحار. سورينام الشتات، أكثر من ربع مليون شخص من أصل سورينامي يعيشون في هولندا اليوم، بما في ذلك الكثير من الأعضاء الجدد في أندية كرة القدم الوطنية الهولندية.!!
Discussion about this post