قطر ومونديال كأس العالم:
بقلم /سعد ابو ذر ٠
ما تفعله قطر في هذا المونديال مثير للإعجاب والتقدير، علينا أن لا نرفع سقف توقعاتنا بشكل مبالغ فيه، وأن لا نتعامل مع قطر على أنها عاصمة الخلافة الإسلامية في أوج قوتها، فالأمر كما تعلمون ليس كذلك.
قطر دولة صغيرة صاحبة طموح كبير، استطاعت سابقاً أن تحتل مكانة كبيرة بفضل سياساتها وإعلامها، واليوم تعمل على حصد المزيد من خلال هذا المونديال، ويبدو أنها مستعدة بشكل لافت لذلك.
أكثر ما يثير الإعجاب في سلوك قطر أننا ما رأيناها تتعامل تحت وطأة هزيمة نفسية حضارية، بل أصرت على المحافظة على هويتها العربية والإسلامية ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وهذا المطلب في هذا الوقت في مثل هذا الحدث صعب جداً جداً، لكنها مع ذلك تصمد للنجاح في هذه المهمة.
عدم تقبلها للشذوذ، عدم فتح الباب للمشروبات الكحولية، عدم التهاون بالسلوكات المخلة للآداب، كل ذلك أصرت عليه قطر في وقت ترى غيرها مستعداً للتخلي عن كل شيء تماماً حتى يكون مقبولاً من أبناء العرق الأبيض.
وزادت قطر على ذلك بأن جعلت المونديال فرصة لتعريف العالم أجمع بالثقافة العربية وبالدين الإسلامي.
البعض لا يعجبه كل ذلك، ويحاسب قطر وكأن المونديال إسلامي، وكأن الجماهير التي جاءت إلى قطر هم مسلمون جاؤوا إلى حج بيت الله الحرام، والواقع بخلاف ذلك فهو حدث عالمي والجماهير جاؤوا من كل حدب وصوب ودين وعرق وجاؤوا بغرض الترفيه فقط، وهنالك حالة كبيرة من الإسلاموفوبيا، وحالة من النظرة الفوقية تجاه العرب والمسلمين.
وحتى تقدر الجهد الذي تبذله قطر يكفيك أن تتخيل لو أن المونديال كان في دولة عربية أخرى فبرأيك كيف سيتم التعامل مع كل الملفات السابقة؟ برأيي لن يكون مختلفاً عن أي نسخة أوروبية أخرى، بل البعض يكون ملكياً أكثر من الملك.
خلال شهر المونديال ستنتشر الكثير من الإشاعات والأخبار التي تبالغ في إقبال الناس على الإسلام، وسيتلقفها المسلمون ويسارعون في نشرها دون التريث للتيقن من ثبوت صحتها، فالناس تصدق بسرعة ما تتمنى أن يكون صحيحاً.
لذلك نسعد بما تفعله قطر، ولا نبالغ في توقعاتنا، ولا نستعجل في تصديق الأخبار المفرحة التي تنشر.
Discussion about this post