الدوحة ..
حلم لم يتحقق !
حسين الذكر
احتفاء بدخولي عش الزوجية دعيت لعشاء بيوم صادف انطلاق مونديال إيطاليا 1990 .. المفتتحة بمفاجئة مدوية عبر فوز الكاميرون بقيادة نجمها ميلا على الارجنتين بقيادة ماردونا .. ميلا حاضر اليوم في الدوحة .. فيما غيب الموت ماردونا الذي توقع ان يكون من ابرز ضيوفها ..
مطلع 1991 رزقت بولد اسميته ( انصار ) بعدما فتحت المصحف الشريف تباركا ، فجاء : ( قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ) ..
عام 1994 بلغ انصار الرابعة من العمر وبدا يشاركني المتابعة وسهرنا حتى الفجر نتابع فوز البرازيل في النهائي على إيطاليا بفارق ضربات الترجيح وقد جاملني بفوز السامبا .. لكنه فاجئني قائلا : ( بابا احزنتني خسارة إيطاليا ) .. التي ظل يشجعها حتى آخر رمق .
عام 1998 ورغم حزنه لخروج إيطاليا المبكر ظل متابعا حتى النهائي الذي شهد تتويج فرنسا بطلا عالميا جديدا للبطولة . عام 2002 في كوريا واليابان خرجت إيطاليا من الدور ( 16 ) على يد الشمشون الكروي لكنه ظل يرافقني يومياتها ويتابع البرازيل ويفرح بفوزها ( لخاطري ) ..
في 2006 اصبح ولدي فتيا وانضم الى مدرسة التحكيم الكروي العراقية .. وحمل دفتر يسجل ملاحظاته الفنية . وقد شعرنا جميعا بسعادته الغامرة بتويج الطليان . في عام 2010 اصبح انصار شابا وكلف بتحكيم مباريات الدوري العراقي كاصغر حكم في الدوري العراقي وقد تابع المونديال مهنة وهواية برغم خروج إيطاليا المبكر .
عام 2014 بالبرازيل تحسر على خروج إيطاليا من الدور الأول ظل متابعا حتى تتويج المانيا . في موسكو 2018 احزنه عدم تاهل إيطاليا للنهائيات لكنه تابع البطولة على امل وحلم حضور الدوحة 2022 .. سيما بعد ان زار قطر عام 2017 بمعسكر تدريبي للحكام .
قبل عام ظهرت علامات المرض واستفحلت به .. فهمس لي قائلا : ( بابا هل تتوقع اني ساحقق حلمي بوصول بطولة الدوحة وربما التحكيم فيها .. قلت له بخشية ودمعة : ( الله كريم .. ان شاء الله سنزورها معا .. بصفتي الصحفية وانت كحكم ) .. بقينا نترقب المونديال بشغف .. لكنه انتكس صحيا بشكل سريع .. حتى نعيته راحلا بذمة الله في 11 – 5 – 2022 بعد ان اختاره الله لجوراه .. فيما ظلت عيناي دامعة الى اليوم ) .
Discussion about this post