انتظار بقلم بشار قاسم اربيل العراق

انتظار

ابراهيم بشار قاسم _ اربيل

ذات يوم
فتشت وجوه كل المارة
في دروب الغياب
والمارة وعولا خجولة
كنت اسمع نعيقها من الافق البعيد
نعيقها اخترقت اوردة كل الشهوات
حينها مضغت كل الاحتمالات
انتظرت كل القلوب المفطومة
جمعت كل الاسطر المشتقة
من تفاعلات اكاسيد قلبي
مع فقري
وهذيان جوعي
وقلقي المفرط
عندها طواني الخوف
من امرأة قيدتني بجمالها
بحبال شهوة الامال
وقتها طواني الخوف
وابتلعني الخجل من تلك
الصور التي ترسخت بذاكرتي
ومن وجوه المارة
كنت امتص الحزن والقهر
من نظراتهم
ادخرها في قلبي مخزون المأسي
كل المارة في دروب المنافي
كنت اعرفهم جيدا
ذات يوم كنت اوزع شموس
الامال عليهم
في افق الحسرة والذل
كانوا ينصبون اوتادا
على حدود الوطن المغتصب
انه شعور لقلبي المفطوم
على ذكريات القهر
وبات قلبي لايقوى مزيدا
من هلوسة الطغيان
وروحي ثملت من كؤوس
صراخي الطويل
بات كل شيء فينا صامتا
وتراتيل الطغيان تنكب على مسامعنا كالرذاذ
واقول لاجديد تحت شموس الاوطان المخصية
عفوا.. لاجديد لشموس الامال
سوى قيدا او مقصلة
او صراخا فيه طربا لكل
الارواح المؤكسدة بالوجع
اه.. ياوطني
كم انت جميل اكثر من الجمال
ولكنني اعرف تماما
بأن لاحياة في وطن
بدون اراجيح
وروضة الاطفال
وحناجر تنشد للحرية
مع اول اشراقة للشمس
الخجولة
في سماء وطني
اكتظت بالارواح المهاجرة الى المنافي
طوبى لتلك الارواح التي
هجرتنا قبل الغياب
واليوم اعلن لقلبي المفطوم
على الحب والاشتياق
والممزوج بتوابل القهر
على خمائر تلك الصور
التي احتفظتها بذاكرتي
منذ ولادتي ولغاية اليوم
نعم ياولدي
سأعلن الحداد على قلبي
وعلى تلك الارواح التي رحلت عنا
وسأدون بذاكرتي 67 ترتيلة
اثنان منها للحب والغزل
والأخريات للندب والقهر المؤكسد
واعلن لكم يااطفالي
لاجديد تحت شمس وطني المحتل