في رثاء الدكتور صلاح فضل ..
الزادُ والملح .
الزادُ والملحُ محفوظان في رئتي
هما الهواءُ على الذكرى المؤبّدةِ
في ذمةِ الله لا أُرثيكَ عن جزعٍ
قلبي لمن دخلوا فيهِ بمرتبةِ
ناموا تُقلّبُ ذكراهم مواقفُهم
أقولُها دونما شكٍّ على ثقةِ
لأنك الشيخُ للنقادِ في زمنِ
الضياعِ قرّرتُ أن أبكي على اللغةِ
تركتَ خلفَك في أوساطِناً كُتباً
علميّةً ليس فيها نقصُ معرفةِ
وكنتَ تحفظُ للساقين معجمَهم
حتى انفردتَ بها يا صاحبَ السِّعةِ
مُتْ رافعاً قلمَ التجديدِ مُحترِفاً
بالإبجديةِ مدعوماً بمُعجزةِ
وخُذ زمانَك لاتثريبَ تلك يدّ
مبسوطةُ الوصلِ لامقبوضةُ الصّلةِ
وارسم لهم زهرةَ الألفاظِ شامخةً
جيلاً فجيلاً بلا حدٍّ ومرحلةِ
بحيثُ تمتدُّ مثلَ الخطِّ مُتّصلاً
أمام أعيُنِهم في شكلِ أرصفةِ
مهما اختلفنا بإسلوبِ القصيدةِ لم
نكُن على تلك في عزلٍ ومعمعةِ
لقد تكبّدتَ من أجلِ البلاغةِ ما
يستوجبُ الحُبَّ بالروحِ المُخلّدةِ
وكُلُّ تجربةٍ لابد تُخبرُنا
في آخرِ الدهرِ عن ليلى المُعظّمةِ
أُرثيك خلقاً وأخلاقاً قد اجتمعا
في مُحتواك المُسجّى فوق فلسفةِ
فأنت والفنُّ صنوانٌ قد انطلقا
إلى المزيدِ من الإبداعِ والهبةِ
صلاحُ أصلحتَ أراءً تُحاولُ أن
تؤتيْ المُثيرَ ولم تُحسب على فئةِ
وما تخاذلتَ بل ماكنتَ مُنتقِصاً
من آخرٍ تملأُ الرؤيا بأمثلةِ
إذن تعاليتَ في
النقادِ يحملُك المعنى ابتهاجاً إلى
تقريرِ أسئلةِ
وكلما عجزوا عن صُنعِ أجوبةٍ
أُخرى ابتكرتَ لهم أُخرى بأجوبةِ
بيني وبينك طعمُ الزادِ أذكرُهُ
في ليلةٍ من ليالي العُمرِ مُثمرةِ
حين اختلفنا على النصِ العمودِ كما
يبدو وحين اتفقنا بعدَ معركةِ
وحين أعلنتَ لي عن رغبةٍ بك في
أن تعرفَ السرَّ في ليلى ودروشتي
ودار ما بيننا شعرُ التصوفِ إذ
بادرتَ تسمعُ أشعاري وملحمتي
فقلتَ لي كن كما الحلاجِ دون دمٍ
يُراقُ واكشف لهم عن كُلِّ منقبةِ
ودار مادار مرّ الوقتُ مُختفياً
ولم يزل منك توديعٌ على شفتي
طبعُ العراقيّ لايجفو بصاحبهِ
ومَن سيسلبُ مني صوتَ حنجرتي
أنا المُسافرُ والأيامُ شاهدةٌ
وما نقمتُ على تفريطِ أمتعتي
وما نسيتُ الذين استعظموا وجعي
أُرثيك ودّاً ولن تنساكَ تجربتي …
كنا تعشينا معاً في المطعم الدمشقي في 6 اكتوبر . على حساب الشاعرة وسن عباس وبحضور الصحفي طالب الحسيني والشاعر نافع سلامة . وجرى حديث طويل عن النص العمود وميوله هو للتفعيلة.وعن الشعر الصوفي ثم عن مواضبع أخرى وكان متواضعاً يسمع مني كل أفكاري الصوفية في الشعر وبقينا نتواصل بالواتساب ثم التقينا ثانية في مهرجان الفجيرة الدولي في دبا 2020 وحضرنا جلسة شعرية لفاروق جويدة ..
احتراماً للزاد والملح كتبتُ قصيدتي البسيطة بحقه .
Discussion about this post