في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر1794م..
الثورة الفرنسية تلغي محكمة الثورة التي تولت محاكمة رموز العهد الملكي في السنوات الأولى للثورة.
لثورة الفرنسية (بالفرنسية: Révolution française) هي فترة مؤثرة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فرنسا عرفت عدة مراحل استمرت من 1789 حتى 1799، وكانت لها تأثيرات عميقة على أوروبا والعالم الغربي عموما، انتهت بسيطرة البورجوازية خلال التحالف مع نابليون وانتهت بتصدير الأزمة من خلال الاستعمار بالتوسع اللاحق للإمبراطورية الفرنسية، انتهت بسيطرة البورجوازية التي كانت متحالفة مع طبقة العمال مع إحقاق مجموعة من الحقوق والحريات للطبقة العاملة والمتوسطة للشعب الفرنسي. أسقطت الملكية وأسست الجمهورية وشهدت فترات عنيفة من الاضطراب السياسي، وتوجت أخيرا في دكتاتورية نابليون الذي جاء سريعا بكثير من مبادئها إلى أوروبا الغربية وخارجها. استوحت الثورة الفرنسية أفكارا ليبرالية وراديكالية، غيرت بشكل عميق مسار التاريخ الحديث، وأطلقت الانحدار العالمي للملكيات المطلقة واستبدالها بالجمهوريات. أطلقت الثورة من خلال حروب الثورة الفرنسية صراعات عالمية مسلحة امتدت من البحر الكاريبي إلى الشرق الأوسط. المؤرخين على نطاق واسع يعتبرون الثورة الفرنسية واحدة من أهم الأحداث في تاريخ البشرية.
المحكمة الثورية”، والتي أوكلت إليها مهمة إصدار أحكام تعسفية ونهائية غير قابلة للاستئناف ضد “المتآمرين والخونة ومعارضي الثورة”. وقد جاءت هذه المحكمة الجديدة لتظهر بعد أقل من سنة على إرساء المحكمة الاستثنائية التي حاكمت عدداً ممن اتهموا بالخيانة والتآمر خلال أحداث 10 آب/أغسطس 1792، والتي اختفت عقب إصدارها 22 حكماً بالإعدام.
مع نشأتها، تكونت “المحكمة الثورية” من 5 قضاة ومدعٍ عام و12 من المحلفين. واضطرت هذه المحكمة غالباً لانتظار قرار من المؤتمر الوطني لمحاكمة المتهمين بالتآمر. لكن الأمر اختلف مع صدور مرسوم يوم 5 نيسان/أبريل 1793 يدعّم دور المحكمة حيث حصل المدعي العالم على صلاحيات إضافية سمحت له بملاحقة واعتقال كل من تحوم حوله بعض الشكوك.
تدريجياً، اشتكى العديد من النواب من بطء المحكمة الثورية، فإلى حدود شهر أيلول/سبتمبر 1793 لم تصدر الأخيرة سوى 66 حكماً بالإعدام وفشلت في إدانة كثيرين. وشكك الجميع في قدرة المدعي العام أنطوان فوكييه-تانفيل (Antoine Fouquier-Tinville). لكن، مع ارتفاع عدد المشتبه بهم والاعتقالات التعسفية التي جاءت لأتفه الأسباب، شهدت الأشهر التالية تضاعف أعداد الموقوفين بشكل سريع ليتزايد معها عدد أحكام الإعدام التي صدرت بموافقة هيئة المحلفين.
قدت المحكمة الثورية جلساتها بالقاعة الكبرى للبرلمان السابق الذي تم حلّه سنة 1790 والموجود حالياً بموقع قصر العدالة الفرنسي بالعاصمة باريس. ومن هنالك، استغل المدعي العام فوكييه-تانفيل صلاحياته ليرسل العديد من المتهمين من أمثال النواب الجيرونديين والملكة السابقة النمساوية الأصل ماري أنطوانيت إضافةً لعدد من كبار قادة الثورة الفرنسية كجورج دانتون وكامي ديمولان نحو المقصلة.
خلال فترة “عهد الرعب” التي تزعّمتها “هيئة السلامة الوطنية” بقيادة ماكسيمليان روبسبيار، تحولت المحكمة الثورية لأداة الرعب الأساسية بالبلاد. فما بين 6 نيسان/أبريل 1793 و26 تموز/يوليو 1794 (تاريخ سقوط روبسبيار)، مثل الآلاف أمامها وحصل 2585 منهم على أحكام بالإعدام. وإلى حدود شهر أيار/مايو 1795 ارتفع عدد الذين مثلوا أمام المحكمة الثورية لنحو 5215 أرسل 2791 منهم نحو المقصلة.
بعد مضي أكثر من سنتين على نشأتها، ألغت فرنسا رسمياً يوم 15ديسمير1794م..المحكمة الثورية التي أرسلت كبار قادة الثورة للموت وعلى رأسهم مؤسسها جورج دانتون، وقد اعتبر مدّعيها العام أنطوان فوكييه-تانفيل واحدا من آخر ضحاياها حيث أعدم الأخير يوم 7 أيار/مايو 1795 بباريس عن طريق المقصلة إثر حكم قضائي صادر عن هذه المحكمة التي لطالما عمل بها.!!
Discussion about this post