في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر1914م..
الجيش الصربي يستعيد بلغراد من الجيش النمساوي المجري.
بعد اغتيال وريث هابسبورغ فرانس فرديناند على يد طالب من صرب البوسنة، اقتضت هيبة الإمبراطورية النمساوية المجرية شن هجوم لمعاقبة الدولة التي اعتبروها مسؤولة عن الحادثة. وكانت القيادة العسكرية النمساوية مصممة على تدمير الاستقلال الصربي الذي اعتبروه تهديدًا غير مقبول لمستقبل الإمبراطورية وسكانها السلاف الجنوبيين.
في 28 يوليو عام 1914، وبعد شهر من مقتل الأرشيدوق وزوجته، أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على صربيا، بدأت مدافع هابسبورغ المتمركزة في سيملين على نهر سافا بالفور العمليات الحربية بقصف بلغراد، وهذا ما أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى. أُوكلت العمليات ضد صربيا لجنرال المدفعية (بالألمانية: Feldzeugmeister) أوسكار بوتيورك، الحاكم العام للبوسنة والهرسك، وفي صباح يوم 12 أغسطس 1914 بدأ أول اجتياح لصربيا.
خلال الاجتياح الأول لصربيا في أغسطس 1914، الذي لٌقِّب باسم (الحملة التأديبية)(بالألمانية: Strafexpedition)، احتلت القوات النمساوية المجرية الأراضي الصربية لمدة 13 يومًا. تحول الاحتلال الأول هذا إلى حرب إبادة وحشية مصحوبة بمذابح ضد المدنيين واحتجاز الرهائن؛ وارتكبت القوات النمساوية المجرية عددًا من الفظائع بحق السكان الصرب، لا سيما في منطقة ماتشفا. وخلال تلك الفترة، قُتل ما يتراوح بين 3500 و4000 من المدنيين الصرب في عمليات إعدام وأعمال عنف عشوائية نفذتها القوات المغيرة.
عد الاجتياح الثاني في نوفمبر 1914، استُولي على بلغراد، وقُسِّمت الأراضي المحتلة إلى خمس قيادات محافظات (بالألمانية: Etappenbezirkommando). وفي أوائل ديسمبر، تمكن الصرب رغم كل التحديات من التصدي لقوات بوتيورك وإلحاق هزيمة ساحقة بهم في معركة كولوبارا. وبحلول 15 ديسمبر انتهت حملة الانتقام النمساوية المجرية وسار الجيش الصربي عبر مدينة سيملين بعد أن عبر الحدود مطارًدا قوات العدو المتبقية.
وجَه الإذلال على يد مملكة صغيرة من الفلاحين البلقان ضربة موجعة لكبرياء وهيبة الملكية المزدوجة وجيشها، وعلى الرغم من فشل النمسا والمجر في سحق صربيا، فقد أرهق الصرب قدراتهم العسكرية واضطروا إلى مواجهة وباء حمى التيفوئيد الذي زاد من إنهاك الجيش والسكان المدنيين. حثت ألمانيا الإمبراطورية النمساوية المجرية على استعادة هيبتها المفقودة من خلال هجوم آخر ضد صربيا، حتى في ظل الخطورة العالية للحرب مع روسيا. لم ينظر القائد الأعلى للنمسا-المجر بالأمر إلا بعد مرور عام تقريبًا عندما ضُمِنت مشاركة بلغاريا.!!
الصورة لقوات الصربية تسير عبر مدينة سيملين بعد تحرير بلغراد ودخولها الإمبراطورية النمساوية المجرية في ديسمبر 1914.
Discussion about this post