ا====== حالة انتحار =======
وحين التقينا
على الجسر
منتَظِرٓيْن مرور القطا والحمام
وقالت:
فشلتُ… فشلتُ
بدرس الهوى والغرام
ولمّا تلمّستُ
فوق الخدودِ الدموعٓ
ومٓسًحتُ شامتها والوشامٓ
وحين رشقتُ
بأطراف معطفها
وردةً وتوسلتُها تستريحٓ تنامٓ..
وقلت لها: لِمَ أسدلتِ عني اللِثَامَ؟
تقول:
حَميْتُ به هامتي من عيون لئام
وحين تعود تقول مللتُ الحياة
وكنتُ لها الغيثٓ
والأرضٓ
والمرتعٓ والنباتَ..
وكنتُ النسيم
وكانت
لِيٓ المنتهى والحياةٓ…
أُذٓكّرُها بجدودي وطاحونةٍ عاليهْ
أحدثُها عن شيوخ
رأونا نعاقر خمر الصبابة بالباديهْ
أحَدّثُها كيف اختبأنا بأبراج أديرةٍ خاليهْ
ولكنها تستوي وتصرُّ تقول :
فشلتُ… فشلتُ
بدرس الهوى والغرام
أمازحها علها تتراجع عن خطوة الانتحار
أقول:
سيأخذنا هادر الماء بين جداوله الجاريه..
ألا تذكرين المعابر بين الرعاة
ومسرى السواقي إلى التلة الرابيه
ألا تذكرين
صبيحة قبّلتُ خديّك فاحمرّت الداليه
ولما وقفتُ وقلتُ
أحبك أكثر :
أحبك روحا وعظما ولحما وذاتا…
ومالت تظللنا
وارفات الغصون
بأعنابها الدانيه
تهاوت إلى الجسر
أهوت.. وقالت: أحبك حبّا
لو الموتُ عاش بمثل صبابتي مات… !
ومازال على الجسر
جمع من العاشقين يدور بآثارنا الباقيه..
ويكتب أسماء منتحِرٓيْه على اللوح والساريه
ا========أ. حمد حاجي =====
لوحات كثيرة عن “انتحار أوليفيا..” بالفن والادب ..
واعادة مشهد انتحار فتاة من إحدى المسرحيات العالمية للكاتب ويليام شكسبير..
مثال لوحة “السيدة شالوت” للرسام البريطاني جون وليام..
_____شوبانهور صنّف الفنون من الأعلى الى الأدنى ليحتل الشعر المرتبة الأعلى————
أليس الشعر هو اتفاق الحواس على تمثل عالم شفيف وجميل بالنسبة للقبح الذي يحيط بنا؟
أليس الشعر من يفتح لنا نوافذ على عالم مريح تستسيغه الروح ويرتاح له الجسد ويركن اليه العقل تنصلا من متاعب وشغب الفكر ولو الى حين؟
________في قصيدة ( حالة انتحار)_________
العنوان يمثل عتبة صادمة تفرض استعاد المتلقي وخلخلة وارباك حواسه وتأهب ذهنه لاستجلاء ما يأتي بعده بانتباه شديد
ويطالعنا البيت الاول (حين التقينا على الجسر. …)
ومع لفظة (الجسر) نسافر بعيدا في دروب الشعر
ترى اهو جسر أبولينير (جسر ميرابو)
تحت جسر ميرابو ينساب نهر السين�و ينساب حبنا———-؟�ام هو جسر المسيب البابلي العراقي المشهور ؟
ام هو جسر النسيان في كندا؟
ام هو جسر الذكريات وجسر عبور الحاضر الى الماضي؟
ومع توغلنا في قراءة القصيد نجد انفسنا نقف على (جسر حمد حاجي) او هكذا خيل إلي
فالشاعر في هذه القصيدة يسحبنا الى جسره هو
هذا الجسر الذي كان له دفترا خط عليه ذكرى لقاء
وفي لحظة حنين ونوستالجيا عاد الشريط بادق التفاصيل من قول وفعل (مسحت شامتها والوسام—تقول أحبك….)
ونرى انفسنا متابعين بشغف وذهول لحركات عاشقين يقفان على هذا الجسر يترشفان كأس الهوى في غفلة من الزمان ونستشعر احتفاء المكان(الجسر )بهذا اللقاء وكأن الشاعر يلفت نظرنا لأهمية المكان في هذه اللوحة الشعرية
وفي اوج نشوة اللقاء ياخذ الشاعر حبيبته في رحلة
تصفح ورقات المشترك من الذكريات( احدثها عن شيوخ
روأنا نعاقب خمرة الصبابة بالبادية)
والحقيقة هو يأخذها في رحلة اعتراف تحيي هذا الحب وتنعش ما داسته أقدام السنين من ورد الحب الصافي (أحبك حبا لو الموت عاش بمثل صبابتي مات )وتطمئن الحبيبة التي ما فتئت تردد(فشلت) بأنها ما فشلت في حبه وغرامه بل تفوقت ومعا كتبا ملحة حبهما والجسر شاهد لانه طرف فاعل في تخليد قصة هذا الحب بل واكثر لان هذا الجسر كتب ملاحم كل العشاق الذين ساروا فوقه
وباحوا له بأسرارهم وهو الكتوم(وما زال على الجسر جمع من العاشقين يدور بآثارنا الباقية)
والفضل يعود لاول حبيبين وهما الشاعر وحبيبته
وكأني بالجسر مسقط قلبيهما
وقد يكون الجسر هو الشعر والقصيدة التي
تنسينا كل همومنا ومشكلاتنا وتنقي ارواحنا من ادران الحياة
وتشعرنا بشعور جميل مليءبالراحة والسعادة والطمأنينة والتفاؤل وتعبر بنا من المادي الى ما هو أسمى للروح فنعيش هذا الصفاء المنشود
وكاني بالشاعر ينبؤنا بان الشعر فن يمثل احتجاجا على الفناء بما فيه من خلود والعالم بلا شعر لا يساوي شيئا والشعر مشاعر تصديقا لرأي شاعر ارادة الحياة(عش بالشعور وللشعور فانما دنياك دنيا عواطف وشعور)
واذا تحدثت عن لغة الشاعر
الذي ما انفك يبدع في استنباط الفاظها ورفدها بالمبتكر واكسائها جمالية وشاعرية ارى انه ينسحب عليه راي الفرنسي كريستيان بوبان الشاعر والباحث في علم الأخلاق
(أن تعيش شاعرا هو أن تحاول امتلاك ناصية اللّغة وروحَك إذ بهما معًا تذكو جذوةُ الحياة من جديد)
والدكتور حمد حاجي الشاعر شاعر مميز الاسلوب راقي الشاعرية كما انه شاعر يؤمن بشرعية سلطة الشعر على الاجناس الادبية الاخرى لقربه من القلب والروح معا
دمت مبدعا دكتور حمد الشاعر
Discussion about this post