النزاهة والشفافية مختارات بقلم د علي أحمد جديد

مختارات ..
=-=-=-=-=

النزاهة و الشفافية ..

د.علي أحمد جديد

يمكن فهم النزاهة بداية على أنها الاستقامة في السلوك ومحاولة الخلو من النقائص .
وكذلك تنفيذ العمل الإنساني على ‏أساس الحاجة فقط ، مع ‏إعطاء الأولوية لحالات الشدة الأكثر ‏إلحاحاً .
وتقترنُ مع كلمة النزاهةِ بعض المصطلحاتِ مِثل (قِيَم النزاهةِ ومعايير النزاهة) ، ثم يُدرج تحتها بَعض المفاهيم الأخرى ، كالعدالة وسيادة القانون …
وعادة مايكون المقصود بمفهوم النزاهة في أن يتم القضاء على الفساد الذي يحصل نتيجة سوء استخدام الإدارة واستغلال الوظيفة العامة ، ويكون ذلك عن طريق وضع القوانين والقواعد التي تعمل على ترسيخ مبادئ السلوكيات العالية ، واتباع الأخلاق الحميدة في ممارسات العمل والتي تعكس الأهداف الإيجابية لأي مؤسسة في الدولة جراء تطبيق قواعد ومبادئ النزاهة .
وتعتبر النزاهة والشفافية أساساً رئيساً في عمل كل مؤسسة من مؤسسات الدولة ، سواء كان ذلك في قطاع العمل الحكومي أو في القطاع الخاص ، لأن النزاهة والشفافية مبدآن أساسيان للحفاظ على سلامة سير العمل ضد أي شكل من أشكال الفساد الذي ينعكس سلباً على هياكل الإدارات المؤسسية ونظامها الوظيفي ، وهو مايسبب بلبلة وخلل في المنظومة الاجتماعية لأي دولة ، كما يؤثر على وضع الاقتصاد بسبب الضرر الذي يحصل للموارد المالية نتيجة غياب أو تغييب النزاهة والشفافية .
ومايقصد بالشفافية هنا هو أن يتم استبعاد وإزالة أي تشكيك أو خداع أو غموض في القوانين الناظمة ومقاصدها ، واستبدالها بالوضوح الذي يعطي الحق للمواطنين في معرفة المعلومات والاطلاع على البيانات بما يخص عملية اتخاذ القرار ووضع السياسات والتشريعات . وتتم الشفافية عن طريق وضع مبادئ ومقاييس ، تعمل على تعزيز الوضوح التام كي تتوفر سهولة فهم المقصد لمحاربة الفساد .
وتكمن أهمية تطبيق النزاهة والشفافية في مؤسسات الدولة بما يلي :

* العمل على تحقيق المصلحة العامة ، والحد من الفساد بأنواعه ومحاربته في مؤسسات الدولة .
* الهدف إلى تحقيق سلامة المجتمع وأمانه وترسيخ الشعور بالمواطنة وتنميته عند المواطنين ، ولايكون ذلك إلا من خلال شعور المواطن بالعدالة .
* تقوية وتمتين الثقة بين نظام الدولة ومؤسساته وبين المواطن ، وهوما يؤدي إلى سيادة الأمن والاستقرار في كافة مجالات الدولة لبناء المستقبل .
كماتتمثل القيم التي تدل على سيادة مبدأ النزاهة في أي مؤسسة في تعامل الأفراد بالعمل على مبدأ الصدق والأمانة ، وسيادة السلوك السليم الذي يرفض تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة ، ورفض الرشوة بهدف القيام بأعمال مخالفة للقانون والذي قد يسبب أضراراً في المصلحة العامة وفي المال العام .
وتتعدد المؤشرات التي تدل على تطبيق قيم النزاهة والشفافية في مؤسسات الدولة عبر الالتزام بمقاييس الأخلاقيات والسلوكيات المحددة في القوانين لترسيخ مبدأ النزاهة كرفض المزاجية والمحسوبية والانتقائية والواسطة ، ولايكون ذلك إلا من خلال الاجتهاد والمثابرة في العمل بهدف الحفاظ على المال العام وعدم إلحاق الأضرار بالمصلحة العامة .
ويمكن تحديد المتطلبات الأساسية لسيادة الشفافية في الدولة بمايلي :
* تعزيز قواعد الديمقراطية في قوانين الدولة التي تضمن حق الفرد في الحصول على المعلومات ، ونشر القوانين والتعليمات والأوامر ، بمنهجية واضحة للمواطنين .
* العمل على توعية المواطنين في المجتمع بمفهوم النزاهة و الشفافية وإشراكهم في عملية فهم وتقييم القرارات المتخذة .
* تعزيز مبدأي الشفافية ومحاربة الفساد وتطبيقهما في مؤسسات الدولة كافة على صعيدي القطاعين العام والخاص .