ميكانيكي عقول ..
ورشة الشرق
(تنزيل محرك العقل _دوزان للرأس _ ويوجد فرع لتصليح الاشطمانات وكهرباء عقول )
بإدارة المعلم
ابو احمد وشريكه آكوب
إنها حالة إسعاف وقفت أمام المحل يبدو أن عقل المريض في خطر وضوء أحمر ينبع من رأسه ويؤشر بأن رأس المريض على حافة الهاوية ودخل بوابة الخطر ويخرج أصوات وتزبزبات مثل صوت زمور ابو الكيف خط إدلب دمشق من رأسه
المعلم آكوب كان بيده رأس يصلحه وبيده طرنويز يعني مفك فرماه على الطاوله وبدء يضرب كفا بكف وهو يهروت ..
_أمان يا ربي أمان .. لا بلحق لا ما بيلحق ..يا الله أستعجلي يا فريد هاتي الرأس يبدوا أن حالته خطره
كان الرأس ضخم جدا ونمرته عربيه المنشئ وبحالة إضطراب ومتوحش ولا يهدء بين أيادي الصناع وهم يحضرونه .. ينط مثل الحردون بين أيديهم من كثرة الآلام التي سكنت محرك عقله وكأن شيئ ما بداخله ينخزه أو يلدعه ..
وضعوا الرأس على الطاوله وما زال ينط متل عصفور أبو الحن
_بسرعه عبدو أعطيني الكريكو ع شان نرفع الرأس
_ معلم يعطيك رافعة الزرافه تحمل أكثر يبدو أن حجم رأسه كبير وثقيل والكريكو لا يرفعه أظن أنه ينكسر ويتضعوج تحته
_ عبدو أخراس يا عبدو صحيح أن الرأس كبير متل راسك بس فارغ لا وزن له وكل ورشات العالم ترفعه بأصبعها الوسطى
_ معلم بعطيك مفك براغي ومفاتيح شق وحلق
_ قلت لك يا حيواني يا عبدو عندما يكون بين يداي رأس بحالة خطر بتخرسي ولا بقا تلغي إذا ما أنا طلبت منك ..قربي ..قربي يا حيواني هاتي رقبتك يا عبدو الزفت وخودي طياره ..
ويصفعه بالكف على رقبته
لا داعي لمفك البراغي ولا لأي مفك آخر فإن رأسه لا يوجد فيه ولا برغي ..ع الآخر
_ماذا أعطيك
_ فقط الكريكو الصغير ومطرقه كبيره ..المهدة ..فهذه الرؤس في منطقتنا لا يفكها الا الطرق حتى تنكسر نصفين ويتم إصلاحها .
كان بطرف الرأس ثقب مسدود بفلينه فمد يده المعلم آكوب وسحبها وشريكه ابو احمد يمسك الرأس كي لا يزحط ويقع أرضا ويثبته بقوه ..وبدء يتسرب من الثقب زيت له رائحه كريهة ولونه اسود متل الفحمه وإزدادت ضربات الرأس يمنة ويسره وبدء يرفس بكل الاتجاهات .. كالديك بعد ذبحه كيف ينط ويقفز ثم ما لبث أن خرج شلال من ذاك الزيت فهدء الرأس وإستقر .
يبدو أن داخل المحرك هناك خلط ومزج بين ماء الرأس وزيته وأن مصدره الكولاص مشعور أو مثقوب.
وقال آكوب في سر نفسه يبدو أن محرك رأسه مكربج .
أخذ المطرقه آكوب وبدء يضرب به ويضرب ويضرب اقوى فلم ينفك إلا قليلا ..
المعلم ابو احمد شريكه إنحمق وبدء بحالة عصبية وجنونيه يضرب بكفه فوق الطاوله
_ العمى ولووووو .. شقد مرق على هذا المحل رؤوس بس متل ها الرأس ما شفت وصرخ بأعلى صوته
_ يا جحش يا فاتح إعطيني أكبر مطرقه وبدي ني …ك اخت اخت ها الرأس شقد ما كان كبير راسي اكبر
وأجتمع كل الصنايعه وآكوب وشريكه عليه يتناوبون في ضربه لينفك ..
وإخيرا إنفلق نصفين وإذا به أشياء غريبه عجيبه خلطت الزيت بالماء والقشور والصبابات داخله لا تصلح لا بالحك ولا باالقشط حتى في أحدث المخارط. .. والدوزان فارط على الآخر حتى بيضاته مخلوعه ..
وضع الفاحص المعلم آكوب فوق العقل وبدء يفحصه قطعة قطعه وصورة صوره ..
لمح شيئ غريب بجانب الصوبابات هناك كان قطعة صغيره تشبه الزفت كأيامنا وحياتنا ومستقبلنا قد لصقت بجدار محرك العقل بالداخل وعطلت عمله ولدى الفحص والكشف تبين أن عقل هذا المريض أصابه كنطاك عندما تخيل بينه وبين نفسه أنه ذهب لإحدى دول الخليج لزيارة أحد أقاربه .. وأن الله قد أخذ أمانته منه و سحب منه روحه هناك ومات وطمروه بالتراب وان بعد زمن تفسخ ثم تحول لبترول وغاز فقامت الحكومه بتصديره إلى امريكا وهناك إستخلصوا منه بعض الاشياء التي يصنع منها شحاطات وتحول لشحاطه وقامت امريكا بتصديرها لبلد المنشئ حيث شرطها تأخذ خام وترجعه أشياء مصنوعه كي يستخدمها الناس الهضيله في تلك البقعة ..
وكان حظه بأن إنتعلته قدم كبيره تحمل النمره ٤٦ فلبسته ومشت به وليس حجم القدم كبير وحسب بل ولها رائحة نتنه ووسخ اسود بين الأصابع مجبول بعرق مقزز للنفس والأصابع كبيره متفرشخه وأظافرها مثل عقول المشايخ قلوبها قاسيه ولسانها رطب
هنا ملئ آكوب فمه هواء وبدء يزفر ثم زم شفتيه ومطهما وبدء يقرقع صفيرا وهو يقول .. أوووووووف منيح اللي ما إنفجر بشي زحمه أو مظاهره شقد كان شقف ناس
آمان يا رب امان ..تعا شوف يا ابو احمد هذه الصوره المعلقه فوق البساطين وهذا الإحساس والشعور بآتي الأيام بكربج أكبر محرك عقل بالعالم فكيف بهذا المحرك الصغير وعربي
لم تمض لحظات إلا وإنفجر ذاك العقل وتطاير بكل الاتجاهات وهربت قطعة قطعه وشقفة شقفه من بطش المعلم آكوب وأبا احمد كل قطعه في أقصى المعموره مهيضة الجناح ومكسورة الخاطر .
بقلم
طارق حامدي
Discussion about this post