نون والقلم ومايسطرون كتاب نقدي صدر حديثا للكاتبةوالناقدة سهيلة حماد من تونس عن أهمية هذا الكتاب ومايتضمنه من تجارب نقدية غير مسبوقة تحدثت لمجلة إضاءات قائلة:
نون والقلم ومايسطرون هو كتاب يتكون من ثلاثة أجزاء نقدية الجزء الأول منها الذي صدر مؤخرا في جوان ٢٠٢٢ من قبل دار المختار للنشر والتوزيع وهو عبارة عن نصوص تطبيقية في القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا لنخبة من الكتاب من تونس ومن العالم العربي التي أثارت حفيظتي لتشكل رؤيتي النقدية، التي ساعدني فيها الفضاء الأزرق لتُبلور، مادة تطبيقية حاولت عبرها أن أمارس عليها تجربة نقدية جديدة وسطية متفردة غير مسبوقة على قدر من العلمية، تؤلف بين:
– النقد العلمي
– و الذائقة الانطباعية
هدفي من هذه التجربة كان تعديل ميزان كفتي العلمي والمزاجي الذوقي، وذلك عبر الإرشاد المبسط لكل من القارئ والكاتب، بعيدا عن المصطلحات الثقيلة المنفرة، حتى يكون لها أثر انطباعي إيجابي لدى القارئ بكل أصنافه، كي تنمي لديه الذائقة الفنية لكتابة القصة القصيرة والقصيرة جدا بتقنيات صحيحة في إطار انطباعي سليم يعدل المزاج ويبعث في النفس الانشراح، بعد الجمع بين المتعة والإفادة للتعريف بتقنيات كتابة القصة القصيرة والقصيرة جدا، ليتشكل الوعي عبر الإشارة إلى خاصيات كليهما وعناصرهما، بطريقة سلسة بناءة، وقد حرصت على فتح نوافذ على شكل تناصات مختلفة ديالكتيكية، لها بعد تثقيفي تاريخي اجتماعي سياسي من حين لآخر تتقاطع مع الفكرة والموضوع، التي أثارتها القصة المطروحة إبان البحث لفتح آفاق القراءة، لدفع القارئ وتحفيز شاهيته على فعل القراءة، عبر دغدغة فضوله بغرض تنمية ملكة فن التذوق لديه، في إطار تعليمي سلس يعمل على رفع اللبس الحاصل بين الأجناس الذي لاحظته من خلال بعض النصوص التي تشكُو تخبطا ناتجا عن عدم فهم طبيعة كل جنس أدبي وحدوده وخصائصه، وعدم التمييز بين الفكرة الصالحة للقصة القصيرة أو القصة القصيرة جدا، وبين الفكرة المتشعبة التي تصلح للرواية، لذا سعيت على تبيان نقاط الفرق ونقاط التقاطع بين خاصيات القصة القصيرة والقصيرة جدا مع توضيح الفكرة وأبعادها، وكذلك تحدثت عن الموضوع وأبعاده كما تطرقت إلى الأسلوب واللغة والبلاغة كما تطرقت إلى العناصر والتقنيات الوظيفية، مثل الزمن والمكان والشخصيات، ودور السارد والحوار، ومفهوم وحدة الحدث والزمان والمكان، والفرق بين الحدث الرئيسي والأحداث الفرعية التي تعمل على تنمية الحدث، أو الموقف أو الفعل وعلى مكامن الجمال والإبداع، مشفوعا بوجهة نظري لدى الناقد كمتخصص وكمتذوق..
كل هذا في سبيل أن يبلغ القارئ عمق الفكرة المطروحة، ليصير بصيرا قادرا على انتقاء الأثر الجيد، والارتقاء بالذائقة الأدبية وباللغة من خلال تمييز الأسلوب الجيد، حتى أحبب النقد لدى الكاتب والقارئ وصقل ملكة الكتابة وملكة الحكم والتذوق لكل من الكاتب والقارىء على حد السواء على اختلاف أصنافهم..
وقد اتكأت في دراستي هذه على تعريفات أهم ما جاء به النقاد العرب من المشرق والمغرب والغرب من أمثال يوسف إدريس محمود تيمور مختار أمين أحمد طنطاوي، والدكتور مختار أمين الذي أتى بتعريف جديد للقصة القصيرة بعد أن أضاف إلى تعريف أوكونور وقد أشرت إلى ذلك في مقدمة اامؤلف..
وفي الختام آمل أن يكون هذا االكتاب أول خطوة لترسيخ مدرسة جديدة نقدية يكون لها صدى لدى الكتاب والقراء والنقاد، كما أطمح أن أجد من يؤازرني لتطوير هذه المدرسة فيحذو حذوي بشكل نستطيع من خلاله تبسيط المفهوم العام للنقد حتى لا ينفر الكاتب والناقد والقارئ من النقد، فهذه كانت غايتي من طبع هذه الثلاثية..
والآن أطرح كتابي هذا الذي يمثل خطوتي الأولى في ترسيخ منهجية نقدية وسطية أرغب أن أرى أثره في أعين القراء المتخصصين وغيرهم ، ليبدوا آراءهم في ثمرة الجهد التي قدمتها، بالتحليل والنقد للتقييم والحكم، هل أعجبهم أم لم يعجبهم؟ هل كنت مجيدة في اختياري للنصوص؟ هل كنت مقيدة في كتابة قراءات توضح صيرورتها وكينونتها وفكرها المستهدف..
Discussion about this post