في مثل هذا اليوم 2 يناير1757م..
البريطانيون يستولون على مدينة كلكتا الهندية.
تمكنت بريطانيا من احتلال الهند عام 1857م بعدما قامت شركة تجارية بريطانية ببسط نفوذها على البلاد عُرفت بشركة الهند الشرقية، فهي في الحقيقة لم تكن شركة تجارية فقط، بل كيان استعماري متكامل لديه جيشٌ من الأوروبيين يخدم معهم بعض الهنود، كان يحتل البلاد ويرتكب المذابح ويجبي الضرائب ، ولكن جنودها الهنود رفضوا أوامرها؛ فاشتعلت ثورة على الشركة في نفس العام نتج عنها وقوع 800 ألف ضحية ،فأسرعت الحكومة البريطانية بالتدخل وأصبح الحاكم العام للهند يعين من جانبها ويسمى بنائب
الملك .
وعقب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914م أعطت بريطانيا وعدا للهند بحكم ذاتي مقابل مساندتها بالحرب، فشارك الهنود بأكثر من 1300000 جندي بالقوات البريطانية ، بالشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا ولكن بريطانيا خلفت بوعدها حينها كان “المهاتما غاندي ” محامياً هندياً يعيش بجنوب أفريقيا و كانت مستعمرة بريطانية كالهند وفيها مارس النضال السلمي بعدم إطاعة قوانين المستعمر والعصيان ،فأعجب السياسي وعضو البرلمان الهندي “غوبال كريشنا كوكال” الذي استدعى غاندي للهند للمشاركة في الحركة الوطنية فذهب وانضم للبرلمان الهندي وبدأ يستخدم طرق احتجاج في مقاومته السلمية أصابت بريطانيا بالفزع واضطرت في النهاية إلى تلبية رغباته، فلقد لجأ إلى الصوم والاعتصام والمقاطعة والعصيان المدني بين الأعوام من 1917 و1920م .
ووقعت بعدها مذبحة جاليانوالا باغ التي نتج عنها 379 قتيلا على يد القوات البريطانية حين نزل مواطنون عُزَّل للاحتفال بالسنية البنجابية الجديدة وتظاهروا بشكل سلمي ضد الاحتلال ،واعتقال رمزين من رموز معارضته وهما الدكتور صفي الدين كابتشيلو، وساتيايال وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير فانطلقت حملة عصيان مدني بقيادة غاندي الذي تواصل مع كافة زعماء الحركات السياسية و القادة الدينيين وأصدر أوامره للهنود بمقاطعة البضائع البريطانية وطلب من العاملين بالحكومة البريطانية ترك وظائفهم وألقابهم ومناصبهم، ولقد استجاب الشعب له الذي تمرد على دفع الضرائب وتوقف المحامون والمدرسون عن مزاولة مهنتهم ،وتحولت حركة العصيان المدني لقوة حتى أمر غاندي بنفسه بوقفها بعد وقوع ثلاثة قتلى من المناضلين السلميين ، فكان يتطلع لتحقيق استقلال الهند في النهاية بطرق سلمية وهو صاحب عبارة “اتركو الهند و أنتم أسياد” و في المقابل قام الإنجليز بحملة اعتقالات له ولأنصاره عام 1942 حتى عام1944م بعدما صاغ وثيقة يطالب بريطانيا بالانسحاب (Quit India) مما أثار غضب البريطانيين ، وبالتزامن مع نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت الأمور في صالح مطالب الاستقلال التي تزعمها غاندي ولكن كانت هناك مشاهد مؤلمة لا تفارقه ألا وهي الحرب الدامية بين المسلمين والهندوس الذي ربطهما هدف واحد وهو السير نحو الاستقلال وتحرك غاندي بصحبه تلميذيه المسلم محمد علي جناح والهندوسي جواهر لال نهرو الذي أعلن استقلال الهند في 15 اغسطس 1947م .!!
Discussion about this post