في مثل هذا اليوم6 يناير1941م..
الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت يلقي خطابا تحدث فيه عن حقوق الإنسان وسمي هذا الخطاب خطاب الحريات الأربع.
فرانكلين ديلانو روزفلت (بالإنجليزية: Franklin Delano Roosevelt) (أو روزافالت حسب نطقه الخاص)، (30 يناير 1882 – 12 أبريل 1945)، المعروف أيضا باختصار «إف دي آر»، هو رجل دولة وزعيم سياسي أمريكي شغل منصب الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1933 حتى وفاته في عام 1945. روزفلت هو سياسي ديمقراطي، وفاز في أربعة انتخابات رئاسية متتالية وبرز كشخصية مركزية في الأحداث العالمية خلال منتصف القرن العشرين. قاد حكومة الولايات المتحدة خلال الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية. اعتبر قائدا مهيمنا على الحزب، وقام ببناء تحالف الصفقة الجديدة، وأعاد تنظيم السياسة الأمريكية في نظام الحزب الخامس، وأعاد تحديد الليبرالية الأمريكية خلال الثلث الأوسط من القرن العشرين. وغالبا ما يصنفه الباحثون كأحد أعظم ثلاثة رؤساء أمريكيين، إلى جانب جورج واشنطن وأبراهام لينكون.
ولد روزفلت في عام 1882 لعائلة هولندية بارزة من مقاطعة دوتشيس في نيويورك. ودخل نخبة المؤسسات التعليمية في البلاد مثل مدرسة جروتون، وكلية هارفارد، وكلية كولومبيا للقانون. في سن 23 في عام 1905، تزوج إليانور روزفلت، وأنجب الزوجان ستة أطفال. دخل روزفلت السياسة في عام 1910، وعمل في مجلس الشيوخ في ولاية نيويورك، ثم مساعد وزير البحرية تحت قيادة وودرو ويلسون. في عام 1920، كان روزفلت مرشحا ليرافق جيمس كوكس في انتخابات عام 1920، ولكنهما خسرا أمام الجمهوريين وارن جي. هاردينغ ونائبه كالفين كوليدج. أصيب روزفلت بشلل الأطفال في عام 1921، فأقعده المرض وهدد مستقبله السياسي، لكنه حاول أن يتعافى من المرض وأسس مركزا لعلاج المصابين بشلل الأطفال في وارم سبرينجز في جورجيا. عاد روزفلت إلى الحياة السياسية يعد وضع اسم آل سميث في ترشيح المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1924، وترشح روزفلت لمنصب حاكم نيويورك بناء على طلب سميث، ونجح في انتخابات الولاية عام 1928. شغل روزفلت هذا المنصب من عام 1929 إلى 1933 وعمل كحاكم إصلاحي، وطالب بتطبيق برامج لمكافحة الكساد الذي ضرب الولايات المتحدة وقتها.
وفي انتخابات الرئاسة عام 1932، حقق روزفلت نصرا ساحقا على الرئيس الجمهوري هربرت هوفر. تولى روزفلت منصبه بينما كانت البلاد ترزح تحت أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها. وبعد انتصاره على شلل الأطفال، اعتمد روزفلت على تفاؤله ونشاطه لرفع الروح الوطنية. وخلال أول مائة يوم في منصبه، أقر روزفلت مجموعة تشريعات اتحادية لم تشهدها البلاد والتي وضعت أساس الصفقة الجديدة – وهي مجموعة من البرامج الاقتصادية لإغاثة الشعب (وظائف حكومية للعاطلين عن العمل)، والانتعاش (النمو الاقتصادي)، والإصلاح (من خلال تنظيم وول ستريت والبنوك والنقل). وقد أنشأ العديد من البرامج لدعم العاطلين عن العمل والمزارعين، وشجع نمو نقابات العمال، ونظم الأعمال التجارية والتمويل العالي. دعم روزفلت إلغاء منع الكحول في عام 1933 ما أضاف إلى شعبيته، وساعده هذا على تحقيق نصر ساحق على ألف لاندون في انتخابات عام 1936. تحسن الاقتصاد بسرعة في سنوات حكمه، إلا أنه أصيب بالركود في عام 1937-1938. وقد منعه الائتلاف المحافظ من الحزبين، والذي تشكل في عام 1937، من جمع أصوات المحكمة العليا، وأغلق الطريق على جميع مقترحاته الليبرالية الكبرى (باستثناء الحد الأدنى للأجور). عندما بدأت الحرب وانتهت البطالة، ألغى المحافظون في الكونغرس برنامجي الإغاثة الرئيسيين، وهما إدارة تقدم الأعمال وسلك الخدمة المدنية. إلا أنهم أبقوا على معظم القوانين التي تنظم الأعمال التجارية. وشملت برامجه الرئيسية التي بقيت: لجنة الأوراق المالية والبورصات، قانون فاغنر، المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع والضمان الاجتماعي.
كانت الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق عام 1938 مع غزو اليابان للصين وعدوان ألمانيا النازية، قدم روزفلت دعما دبلوماسيا وماليا قويا للصين والمملكة المتحدة، في حين ظل محايدا رسميا. وكان هدفه جعل أمريكا «ترسانة أسلحة الديمقراطية»، وأن توفر الذخيرة للحلفاء. كما منح القروض لبريطانيا والصين في مارس 1941 بموافقة من الكونغرس. بعد الهجوم الياباني المفاجئ على بيرل هاربور في 7 ديسمبر 1941، والذي وصفه بأنه «يوم سيبقى مظلما»، سعى روزفلت لينال موافقة الكونغرس لإعلان الحرب على اليابان، وتم له هذا في اليوم التالي، قبل أن يعلن الحرب على ألمانيا بعد أيام قليلة. اجتهد روزفلت في عمله مع رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين والقائد العام الصيني تشانغ كاي شيك في قيادة الحلفاء ضد ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية والإمبراطورية اليابانية في الحرب العالمية الثانية، وساعده كبير أعوانه هاري هوبكنز ولقي دعما قويا من الشعب. وأشرف على تعبئة الاقتصاد الأمريكي لدعم جهود الحرب، كما أمر بنقل مائة ألف مدني أمريكي من أصل ياباني إلى المعتقلات. كما قام روزفلت، بوصفه قائدا عسكريا، بتنفيذ إستراتيجية حرب على جبهتين والتي انتهت بهزيمة قوى المحور وتطوير أول قنبلة ذرية في العالم. كما ظهر أثره واضحا أيضا على إنشاء الأمم المتحدة ونظام بريتون وودز. واصل روزفلت انتصاراته الساحقة في الانتخابات عام 1940 على وينديل ويلكي، وعام 1944 على توماس ادموند ديوي، إلا أن صحته تدهورت بشكل خطير خلال سنوات الحرب، وتوفي بعد 11 أسبوعا على ولايته الرابعة.
الحريات الأربعة أعلنها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 6 يناير 1941، في خطابه المعروف باسم خطاب الحريات الأربعة وضع فيه أربعة أنواع من الحريات التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان في العالم وكان يعتقد أن تلك الحريات ستشكل أساس نظام عالمي لما بعد الحرب وهي:
حرية الرأي والتعبير
حرية العبادة
التحرر من الحاجة
التحرر من الخوف
جائت الحريتين الأولتين من القيم الأميركية التقليدية التي يحميها التعديل الدستوري الأول، هذه الحريات تضمنها فيما بعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ألقى روزفلت خطابه قبل 11 شهرًا من الهجوم الياباني المفاجئ على القوات الأمريكية في بيرل هاربر/هاواي، والذي تسبب في إعلان الولايات المتحدة الحرب على اليابان في 8 ديسمبر/كانون الأول عام 1941، وقد كان خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس يتمحور بشكل كبير حول الأمن القومي للولايات المتحدة، والخطر الذي يهدد الديمقراطيات الأخرى من حرب عالمية كانت تدور في جميع أنحاء القارات في نصف الكرة الشرقي، وفي الخطاب خرج الرئيس عن تقليد عدم التدخل المتبع لفترة طويلة من الولايات المتحدة، وأوجز دور الولايات المتحدة في مساعدة الحلفاء المشاركين مسبقًا في الحرب.
في هذا السياق، لخّص روزفلت قيم الديمقراطية التي تقف وراء توافق الحزبين حول المشاركة الدولية القائمة آنذاك، وهذا الاقتباس الشهير من الخطاب يقدم تلك القيم: «بما أن الرجال لا يعيشون بالخبز وحده، فإنهم لا يقاتلون بالأسلحة وحدها»، وفي النصف الثاني من الخطاب سرد فوائد الديمقراطية التي تشمل الفرص الاقتصادية، والعمالة، والضمان الاجتماعي، والوعد بـ «الرعاية الصحية الكافية».
يحمي التعديل الأول من دستور الولايات المتحدة الحريتين الأولى والثانية، بينما إدراجه للحريتين الأخيرتين تجاوزت القيم التقليدية التي يحميها قانون الحقوق الأمريكي، حيث أقرّ روزفلت حق إنساني أوسع للأمن الاقتصادي وتنبّأ بما أصبح يُعرَف بعد عدة عقود بنموذج «الأمن البشري» في العلوم الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، كما ضمَّ مفهوم «التحرر من الخوف» من العدوان الوطني وأخذه إلى الأمم المتحدة الجديدة التي كان يعد لها.!!
Discussion about this post