معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (حب تحت المطر)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
“حبّ تحت المطر”
تقول:
تأخرتُ عنك..
ووقع الصبابة بادٍ على قدرِ
وتغزل حرفا بحرف
كأنها
تٓنْظُمُ عقدا من الدرر
كأن الحروف
بقلبي نشيدا
وعزفا على الناي والوترِ
وألبستها معطفي
وتدثرتُ
بالحضن والسمع والبصرِ
وسوّيتُ قبّعة الصوف
فوق
ضفائر سودٍ من الخفرِ
وخبّأتها كالثياب
بين الحقائب
في ساعة السفرِ
وسرنا طويلا
نعاند رشح الرذاذ
وألوية المطرِ
وتسبقُ
خطوتُها خطوتي
في النقيع وفي الحفرِ
تلامس بالكعب
كالطفلة
السيل نَفْعاً بِلا ضَرَرِ
وكنتُ
أصيغ لها مسمعي…
يا حلاوة سمعٍ بلا نظرِ
تدندن أقراطُها
مثلما العشب
بين الحجارة والصخرِ
وتخبط
خبط الوكيع
وخلخالها بالرنين على أثٓرِ
ولذنا من النوء
بالنوء
تحت المزاريب والقطٓرِ
وكنا كفرخي حمام
نعلق بالغصن حينا
وأحيان بالثمرِ
وإن أنس لا أنس
في كفها الحب
والحب كالنور للبصرِ
تعانقني
وتدب أناملها
فوق شعرات صدريَ في حذرِ
بقيناااا
ا……………………………..
إلى مطلع الأنجم الزهرِ
وما لستُ أذكرُ:
هل ذبتُ كالثلج
أم كنتُ نارا بلا شررِ..!؟
ا========= أ. حمد حاجي..
“غضب لم يخمد ناره المطر”
وتقول :
وأخيرا, و بعد طول غياب ,
عادتْ التي ألبستها معطفك خوفا عليها من البلل,
تحضن ولدا كالقمرِ…
وكمْ كنتَ تعبتَ تحسّرا من الإنتظار والسهرِ .
فقلتَ والغضب ينهمر من شفتيكَ كالمطرِ …
عُدْتِ أخيرا …
وما عدْتُ أهوى مغازلة الحسْنِ
ذا قدري…
عُدْتِ أخيرا …
وما عادَ نبضٌ لقلب صار كالحجرِ…
عُدْتِ لكِ طعمُ الدموع
ورائحة الأحزان والكدرِ…
وذا غضبي يكبّلني.
لمْ يرتحلْ بعدُ،
ويخطفُ منْ وجهيَ بصري…
وذي صرخاتي
دمّرها اكتئابُ الغياب
فلمْ تعدْ تقوى على السفر…
دعيني اليوم
ألمْلمُ أشلائي وانتظري…
ألمْلمها ذكرياتي
وأفرشُ شعركِ الغجريّ
مثل ليْل تخفى بالقمرِ…
وأصنع منه طيفا جميلا
يؤانسني
في نومي وفي سهري…
ألمْلمها ذكرياتي،
وأعبر بحرا بعينيك كان
على زورق منْ خيالٍ
ومنْ فكرِ…
ومنْ قبلاتٍ تؤرّقني
كلّما أحتسي ” الكابوسنْ”
في ثغركِ النّضر…
ألمْلمها ذكرياتي
وأصنع من نهْديك
وسائد عشيقاتي
ومهدا وثيرا
تبلّل بعبيره عُمُري…
وأكتب بالرّموش وكُحْلها
آيات لها قدْ يسْجد كوكبُ المُشتري…
وأجمع منْ بريق الشفاه
لوْن الدماء أمزجه
بالقرْمز الأحْمر…
وأرْسم بالمزيج قصائدي الفاتنات
وأجملَ صُوَري…
أناديك…
أناديني…
وما انتظرتْ كلماتك قدري…
أناديني فانتظري…
وحْدي أغامرُ
أبْحثُ عنْ أنْدر الدُرر…
أسْترقُ منك دفْء الثلوج وحرّها
وألتاعُ في عيْنيْك
بعذْب النار والشّرر…
هيّ الرّوح كلماتي
أرْهقتْها عطورك المُنْتقاة
في البدْو وفي الحَضَر…
فأرْستْ على الصدر تنسج شعرا
أرقّ منْ نسمة السَحَر…
عُدْتِ أخيرا
وما عادَ لكِ فرحي…
عُدْتِ وما عادَ لكِ سمري…
فمعْذرةً إنْ أضعْتُ للمرّة الألف
فرْصة العُمُر…
ومعْذرةً إنْ سقيْتكِ
قهْوتي مُّرةً
واحْتفظتُ بالسكّرِ…
Discussion about this post