خواطر وافكار الشاعرة منى الخليفي قراءة بقلم مخائيل نعيمة

قراءةمتواضعة في خواطر افكار طائرة
للاستاذة منى الخليفي

هكذا يكون الشعر عند الاستاذة منى الخليفي ثورة عن الأوضاع المتردية

البحث عن الخلق والإبداع الذي يريد الحياة ويحمل على الظلم وليس مجرد خطب أو متقول كلام وفي ذلك تصفه بأنه:”رسول الحياة لأبنائها الضائعين بين مسالك الدهر.”

لكن الإشكال الذي يظل قائما هو كيف نستعيد ذلك دون السقوط في التصور الموميائي المحنط للشخصيات ودون البقاء حيث بارح موضعه فتيا؟ وكيف نجمع بين الولاء للوطن دون افراط و لا تفريط؟
لعل الاستاذة منى الخليفي من هؤلاء المبدعين الذين شاؤوا ألا ينصرفوا من الحياة دون أن يخلدواحبهم للوطن ودون أن يذكرهم التاريخ. لقد أصبحت شاعرة الخضراء تنفخ في الروح الوطنية من جهة طبيعتها الخاصة ومؤثراتها على الذهن والمزاج والعقل والنفسية .
إن الأمر لم يقتصر على تضمين ذلك في هذه القصيدة فقط بل في كل قصائدها التي سارت فيها على نفس المنهاج

إن رهان الاستاذة منى الخليفي الشاعرة الحداثية في هذا النص ليس مجرد الجمع بين الانتماء للوطن والدفاع عنه وذلك بضبط العلاقة بين الشعر والسياسة ولا التنظير لفلسفة الثعبان المقدس بل الوصول بالشعرية إلى أعلى درجات التنظير بالشرح والبيان والتعليل حتى تترسخ القيم البطولية في النفوس وتدخل إلى قلوب الشباب الناهضة وتحقق الاستنارة في العقول وتخاطب فيهم روح الفتوة والحماسة ويسلك بهم سبيل إرادة الحياة.

لقد عبرت عن هذا الإصرار على النهوض بالوطن مما يذكرني بشاعرنا القمة الشابي في نشيد الجبار أو هكذا غنى بروميثيوس بقوله:

سأعيش رغم الداء والأعداء
كالنسر فوق القمة الشماء
أرنو إلى الشمس المضيئة…،
هازئا بالسحب والأمصار والأنواء…
وأقول للجمع الذين تجشموا
هدمي وودوا لو يخر بنائي…
إن المعاول لا تهد مناكبي
والنار لا تأتي على أعضائي
فارمو إلى النار الحشائش والعبوا يا معشر الأطفال تحت سمائي.
تضطرم نار الثورة في قلب الشاعرة الشابة منى الخليفي وتنبثق فصول الملحمة الوطنية وكانها تقول في هذا الإطار:”لقد أصبحنا نتطلب حياة قوية مشرقة ملؤها العزم والشباب، ومن يتطلب الحياة فليعبد غده الذي في قلب الحياة…أما من يعبد أمسه وينسى غده فهو من أبناء الموت وأنضاء القبور الساخر

أفكار طائرة، ***
___________________________

يُعرِشُ اللَيلكُ..
و تنبتُ
في وطني أزهارٌ
، بيضاءُ…
و زنابقُ وردية ،
…. سَواسِنُ شقراء ُ
وورود جورية… زاهيةٌ
حمراءُ…. عابقة ٌ
… كأفكار… باذخةٍ..
رائعةٍ…. ً
تبرعمُ ثم تتفتح ٌ

… أحلاماً وارفةً…

تختنق بأكداس العفنِ
تجرحها أشواك الدمنِ
تؤكسدها رائحة العطنِ

تأتيها…
أضراسٌ نخرة ،
تقرضها..
تعلكها..
تمتص شذاها…
و تبصقها…

يأتيها..
مسمارٌ صدئٌ ،نكرة
.. يقلقها
يمرضها
يحاول يصدئها…
يُمسمرها….

يأتيها..
سِيجارٌ فاخرْ..
لصٌ، فاجِرْ
يمتص دماها
و يسرقها ،
يقرصنها،
يحبطها ،
يبخسها
يكسرها ،
يخذلها ،
يثبطها ،
يسلسلها
يقزمها ،
لا يفهمها،
يحقرها ،
يخنقها……

تتشظى..،
تذبل
تتبعثر…
تتناثر ريشا
و تطير جناحا..
ثم تهاجر…….

منى الخليفي سوسة 10 / 01/ 2023