في مثل هذا اليوم 18 يناير1943م..
السوفييت يعلنون كسر حصار لينينغراد من قبل الفيرماخت.
حصار لينينغراد (بالروسية: блокада Ленинграда)، هي عملية عسكرية فاشلة من قِبل قوات دول المحور للاستيلاء على مدينة لينينغراد (الآن سانت بطرسبرغ) أثناء الحرب العالمية الثانية. استمر الحصار من 9 سبتمبر 1941، إلى 18 يناير 1943 عندما استطاع السوفييت فتح معبر بري إلى المدينة. رُفعَ الحصار تمامًا في 27 يناير 1944، أي بعد 872 يومًا من بدء الحصار. كانت المدينة هي الهدف الأيدولوجي للعملية «بارباروسا» وكذلك هي مهد الثورة الشيوعية. وقد كان هناك تجاهل للقتلى من الطرفين، وكانت نهاية الحصار من نقاط التحول في مسار الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء وبداية النهاية لجيوش المحور التي كانت قبل عامين على مشارف عاصمة السوفيت موسكو، حيث تم القضاء على الجيش السادس الألماني في ستالينغراد وبدأ منها الزحف نحو برلين.
حددت القيادة النازية بوضوح نواياها فيما يتعلق بلينينغراد، وكان الهدف تشديد الحصار إلى أقصى حد وقطع الموارد عن المدينة، على أمل أن تستسلم المدينة بسرعة لعدم توفير الموارد اللازمة لملايين الأشخاص” أن جنرلات فيرماخت تشاركوا فكرة الإبادة الجماعية ولم تكن هناك أية آثار للإنسانية في صفوف جيش “الشمال”.
قبل بداية الحصار على المدينة في صيف عام 1941، تم إجلاء عدد من المؤسسات الصناعية، أهمها الدفاعية، وكذلك الممتلكات الثقافية من متحف الأرميتاج الحكومي.
ثم أكد نيكيتا لوماغين: “كانت لينينغراد مهمة بالنسبة للقيادة السوفيتية ليس لأنها مركز صناعي بل لكونها القاعدة الوحيدة لأسطول بحر البلطيق، والحفاظ على قدرتها القتالية كان يحدد سلفًا إمكانيات الصراع، حتى في اتجاه موسكو”.تابع سكان المدينة تطورات الأحداث من الأيام الأولى للحرب، وتشير مذكرات الحصار إلى أن معظم المواطنين كانوا يشتبهون في البداية في أنه لا يمكن تجنب المأساة.
وخلص لوماغين: “كان لدى معظم سكان المدينة فكرة سيئة للغاية عن الوضع في المدينة وحول المدينة وعلى أرض المعركة، وهذه حالة عدم اليقين حددت مزاجية السكان لفترة طويلة”.
منذ بداية سبتمبر/أيلول 1941، فيما يتعلق بالوضع الصعب للغاية مع الغذاء، بدأت قواعد نظام الإمداد تتغير، حيث تم تقديم بطاقات الطعام، وكل بطاقة تضم كمية الغذاء اليومي، وبتعبير أدق، تم إعطاء الخبز فقط. وكان معدل صرف الخبز اليومي 800 غرام للعاملين و 600 غرام للموظفين و400 غرام للأطفال والعاطلين عن العمل.
ويذكر المؤرخون أن التوتر في المدينة بلغ ذروته بحلول ديسمبر/كانون الأول 1941. وبعد ذلك، أصبحت كمية الغذاء المتوفرة في حدها الأدنى، وتوقفت معظم المؤسسات عن العمل نظرًا لانعدام الكهرباء، وتوقفت إمدادات المياه والنقل والبنية التحتية الحضرية الأخرى عن العمل.
وبين لوماغين، “أننا نسمي هذه المجموعة من الظروف بالحصار، فهذا عجز في كل شيء على خلفية الجوع والبرد والقصف، وشدد، أن تمزيق نسيج الحياة هذا كان بمثابة ضربة نفسية بالغة الصعوبة”.
اعتمدت القوة الدفاعية للينينغراد حتى بداية الحرب العالمية الثانية على أن العدو من المحتمل أن يهاجم من الشمال أو الغرب. ومنذ بداية هجوم العدو كانت لينينغراد وضواحيها تركز على صد العدو من جهة الشمال، لكن هذا لم يكن ضمن خطط الجيش الألماني-الفنلندي، حيث قامت الصفوف الفنلندية بالمضي حول بحيرة لادوغا (التي تمتد على الساحل الجنوبي والغربي والجنوبي الشرقي لضواحي لينينغراد) حتى التقوا مع جيش “الشمال” بالقرب من نهر سفير (شمال شرق ضواحي لينينغراد) محاطين بذلك لينينغراد كلها وهكذا لم يكن بالمستطاع إنقاذ المدينة”.
ليس هناك رأي واحد لدى المؤرخين حول كمية خسائر السكان المدنيين في لينينغراد، وأعلنت محاكمات نورنبيرغ في عام 1945 أن 649 ألف شخص وقعوا ضحايا الحصار، لكن المؤرخين الحديثين يعتقدون أن الرقم لا يقل عن 900 ألف شخص.!!
Discussion about this post