في مثل هذا اليوم 18 يناير1949م..
حل جيش الجهاد المقدس الذي أسسه عبد القادر الحسيني لمقاومة قيام إسرائيل.
جيش “الجهاد المقدس” الفلسطيني، جرى تشكيله على مرحلتين عامي 1939 و1947، بهدف مواجهة المخططات اليهودية المدعومة من بريطانيا، ولمقاومة نوايا تقسيم فلسطين بين العرب واليهود.
النشأة والتأسيس
يُؤرخ لتأسيس جيش “الجهاد المقدس” بيوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1947، لكن بوادر تأسيسه لمقاومة نوايا بريطانيا وحمايتها للعصابات اليهودية بدأت عام 1936.
ففي 5 مايو/أيار 1936 أذاعت “منظمة الجيش الإسلامي المقدس” أول بيان أعلنت فيه “الثورة على الأعداء” وبالفعل أطلق قائدها عبد القادر الحسيني يوم 7 مايو/أيار الإشارة الأولى إيذانا ببدء الثورة، وهاجم مقاتلوه ثكنة للجيش البريطاني في القدس. وفي غضون أشهر قليلة سيطر الجيش على الريف الفلسطيني وعدد من المدن ومنها القدس القديمة.
ونفذ الجيش الإسلامي عشرات العمليات ضد أهداف بريطانية ويهودية، بما في ذلك سكك الحديد وخطوط الهاتف والجسور، وخاض معارك بينها معركة الخضر غربي بيت لحم في أكتوبر/تشرين الأول 1936، بمشاركة عشرات الثوار، تمكن أغلبهم من الانسحاب، ضد مئات الجنود البريطانيين.
وقاد الجيش في هذه المرحلة ابن القدس (الحسيني) لكنه أصيب في معركة الخضر وغادر البلاد للعلاج في الخارج، واستمر في المنفى نحو 10 سنوات، قبل أن يعود في ديسمبر/كانون الأول 1947 ويقود الجهاد المقدس مجددا.
وانتهت المرحلة الأولى من عمل هذا الجيش مع نهاية الثورة الفلسطينية عام 1939، بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعض التدخلات العربية.
وعندما أصدرت لجنة تحقيق أممية (تشكلت في 15 مايو/أيار 1947) قرار تقسيم فلسطين، أصدرت الهيئة الإسلامية العليا بيانا رفضت فيه التوصية، كما رفضت قرار التقسيم الصادر في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947.
وسارعت إلى الانعقاد برئاسة المفتي أمين الحسيني، وقررت مواجهة الخطط الاستعمارية بالقوة المسلحة وإنشاء “جيش فلسطين” لممارسة الجهاد الفعلي، واختير المفتي قائدا أعلى لهذا الجيش، وأعاد تموين منظمة “الجهاد المقدس”.
لم تدم قيادة المفتي للجيش طويلا، إذ تحول إلى جيش “الجهاد المقدس” الفلسطيني وأحيلت قيادته إلى الحسيني، وتحدد هدفه بـ “تحرير فلسطين والمحافظة على وحدة أراضيها، والإبقاء على عروبتها”.
بدأ الجيش عملياته ومعاركه من القدس بمهاجمة ثكنات الجيش والشرطة والمستعمرات البريطانية، ثم اتسعت دائرة العمليات، وزاد الملتحقون به من الدول العربية المجاورة.
وتوزع إلى قطاعات، وأوكلت له مهمة مهاجمة أهداف يهودية وبريطانية من جهة، والدفاع عن المدن والقرى الفلسطينية من جهة أخرى، وخاض معارك عدة انتهت بانتصاره في معظمها.
وصلت عمليات “الجيش المقدس” إلى حد تحرير مدن من اليهود وسلطة الانتداب، واغتيال مسؤولين كبار وعملاء، مسنودة ببعد وحراك شعبي على الأرض شاركت فيه مختلف فئات الشعب الفلسطيني، فما كان من بريطانيا إلا أن ردت بإعلان حالة الطوارئ منتهجة أسلوب المجازر والتدمير.
حقق جيش “الجهاد المقدس” إنجازات على الأرض ضد القوات البريطانية والعصابات اليهودية، لكن ظروفا عديدة اجتمعت وانتهت بحله قبيل النكبة عام 1948.
وفي 25 ديسمبر/كانون الأول 1948، أصدرت السلطات الأردنية أمرا بحل قوات “الجهاد المقدس” لكن القوات ظلت قائمة بمراكزها إلى أن أصدرت الهيئة العربية العليا قرارا بحلها عام 1949.!!
Discussion about this post