في مثل هذا اليوم 20 يناير1945م..
إعادة تنصيب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت رئيسًا لفترة رئاسية رابعة، وهو الرئيس الوحيد الذي تولى الحكم ثلاث فترات رئاسية كامله ودخل بفترة رئاسية رابعة.
خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 1796، فضّل الرئيس السابق والمنتهية ولايته جورج واشنطن (George Washington) عدم الترشح لولاية ثالثة ليترك بذلك الفرصة لرئيس جديد عقب قضائه فترتين رئاسيتين متتاليتين.
وبناء على ذلك، انتخب مرشح الحزب الفيدرالي، الذي تم حلّه سنة 1824، جون أدامز (John Adams) ليشغل منصب ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية عقب فوزه على مرشح الحزب الجمهوري – الديمقراطي توماس جيفرسون (Thomas Jefferson).
أثناء ذلك، اتجه أغلب الرؤساء الأميركيين للاقتداء بجورج واشنطن، الذي يصنّف كأحد أهم الآباء المؤسسين عن طريق الاكتفاء بولايتين رئاسيتين وعدم الترشح لولاية أخرى. لكن ذلك لم يمنع بعض الرؤساء كجروفر كليفلاند (Grover Cleveland) من الترشح ثلاث مرات خلال سنوات 1884 و1888 و1892 والتي فاز خلالها بولايتين فقط غير متتاليتين وثيودور روزفلت (Theodore Roosevelt) والذي شغل منصب الرئيس الأميركي بين عامي 1901 و1909 قبل أن يفشل خلال انتخابات سنة 1912 أمام الرئيس وودرو ولسن (Woodrow Wilson).
إلى حدود العام 1947، ظلت الولايات المتحدة الأميركية بدون قانون يضبط عدد الفترات الرئاسية، حيث عبّر الكثير من الأميركيين خلال تلك الفترة عن قلقهم من إمكانية تولي شخص واحد زمام الأمور بالبلاد طيلة فترة حياته خاصة بعد حادثة الرئيس فرانكلن روزفلت (Franklin D. Roosevelt) والذي تولى رئاسة البلاد لأكثر من 12 سنة عقب فوزه بأربع فترات رئاسية متتالية ما بين عامي 1933 و1945.
خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 1932، حقق المرشح الديمقراطي فرانكلن روزفلت، الذي استلم مهامه خلال شهر آذار/مارس سنة 1933فوزا سهلا على منافسه الجمهوري هربرت هوفر (Herbert Hoover) ليصبح بذلك الرئيس الثاني والثلاثين في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وبفضل نجاح سياسته New Deal في إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية العالمية، انتخب فرانكلن روزفلت لولاية رئاسية ثانية سنة 1936 عقب اكتساحه بفارق كبير لمنافسه آلف لاندن (Alf Landon).
مع حلول العام 1940، ترشح فرانكلن روزفلت لولاية رئاسية ثالثة على الرغم من معارضة نسبة كبيرة من أعضاء الحزب الديمقراطي لذلك، ولكن الأخير فضّل الحفاظ على منصبه معتبرا نفسه الشخص الأمثل وصاحب الخبرة لمجابهة التهديدات الألمانية وشبح الحرب الذي بات يخيم على ساحة المحيط الهادئ. ولأول مرة على مر تاريخ الولايات المتحدة الأميركية حقق روزفلت ما لم يكن في الحسبان، حيث نجح الأخير في الفوز بولاية رئاسية ثالثة أثارت جدلا واسعا بين الأميركيين.
خلال العام 1944 وبفضل النجاح العسكري الذي حققته الولايات المتحدة الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية، خاصة ضد اليابان على ساحة المحيط الهادئ، لم يجد فرانكلن روزفلت أية صعوبة في الفوز بولاية رابعة متغلبا بذلك على منافسه الجمهوري توماس ادموند ديوي (Thomas Edmund Dewey).
في غضون ذلك، لم تدم الفترة الرئاسية الرابعة لروزفلت طويلا، حيث فارق الرئيس الأميركي الثاني والثلاثون الحياة يوم الثاني عشر من شهر نيسان/أبريل سنة 1945 عن عمر يناهز 63 سنة ليخلفه بذلك نائبه هاري ترومان (Harry S. Truman).
مع تزايد المخاوف من الفترات الرئاسية غير المحددة، وافق الكونغرس الأميركي يوم الرابع والعشرين من شهر آذار/مارس سنة 1947 على التنقيح الثاني والعشرين للدستور، وبموجبه تم تحديد الفترات الرئاسية بفترتين، ويوم السابع والعشرين من شهر شباط/فبراير سنة 1951 وافقت أغلبية الولايات الأميركية على هذا التنقيح ليدخل بذلك حيّز التنفيذ.!!
Discussion about this post