نيران صديقة
لست أدري أي سطوة للحزن على الحروف …
تنسل بمكر، تلتف حولها؛؛؛؛ فتلدغنا
تنبّهَ لانقباض أساريري…
عاجلني ترياق الكبرياء
_مجرد كلمات لاتهتم
_أولست القائلة : حروفنا بخار روح غلت على مرجل الحياة فاعترضها عارض فتكاثفت قطرات ؟
_ مجرد كلمات… كلماتنا قد لا تعني شيئا أحيانا
نحن نثرثر
_الكلمة سلاح ودواء…
_دعك من هذا الهراء، نملأ الدنيا جلبة، نفرغ حشوة هذا السلاح في بعضنا، ثم نتعلل (نيران صديقة)
نيران و….صديقة كلمتان متضادتان أحيانا وشديدتا التطابق أحيانا …إنها الحياة ..
علامات استفهام وتعجب ملأت الجزء الخاص به في المحادثة، وملأتني حياة متكسرةٌ، فيلم تباطأ تعاقب صوره ففشلت شبكية الروح في عرض انطباع واحد
كانت دمعة في غير وقتها ..
فالأهازيج تملأ المكان، والفرحة تتراقص على الوجوه، كما الحال في جميع حفلات الأعراس ..
حاولت مغالبتها، ولاشعوريا هربت بنظري نحو زاوية فيها صديقة مقربة، ذهلت عندما قابلتني دمعة أخرى من عينها مع إيماءة تحسر .. على مقربة منها كان النداء الروحي وصل للثالثة…
في لحظة تَرطّب الجو الجاف الذي أحاطتني به أفكاري .. تكاثفت دموع ثلاثة لتشكل غيمة أمطرتنا سكينة ..
لم نتكلم عندها . ..
احتضنا بعضنا عن بعد، وتمت الفضفضة بلا صوت ..لم نحتج حينها لكلمات ..(ألا تهون) ذلك بريد المحبين
انقطعت الكهرباء فجأة واستبدلت أصوات (النيران) بالأهازيج … لا أدري إن كانت (صديقة)
على الباب تستحثني أختي
أخي يجهز السيارة، أبنائي طبعا سبقوني ..لم نحتج لكلمات، فالنبض يعزف نفس الإيقاع ..دروب قريتي أيضا تلم شتات خطواتنا، تسلمنا من منعرج إلى منعرج ..نستهدي برائحة الياسمين، نتلافى الطريق العام، ففي الحارات القديمة تشد من أزرك الحيطان ..أحجار صلدة تشققت فخرجت منها أزهار برية وأعشاب طفيلية ..
نوافذ تزيّت بتنكات طليت لتناسب الورد وثقبت لتهويه
وأياد ملوحة بالسلام أو بالإرشاد أو بالتحذير….
_ ربما قطع الاتصال عندك … ماسر هذا السكوت الطويل ؟
_هي عادتي .. أنسيت؟
_لم أنسَ أن جوابك حاضر، مالم تبحثي عن مهرب …فمثلك لايجيد الكذب
_ربما أبحث عن نفسي .. عن أثري .. عنهم .. عن الوجوه الغريبة عن أشباههم … عن تسرعي في الانتماء … عن سبب الانطفاء.
الخيبات صديقة سرعة الانتماء، وصديقة الانسلاخ عنه …
صديقة الفشل …
الخيبة تعيد الغربة مرات ومرات
_ لاغربة مع رفقاء الروح ..رفقاء الكلمات … معا يشكلون نصا فيه الوطن فيه الحياة
_لكنني لمحت خنجر بروتوس مختبئا بين الفواصل؛؛؛ فسال دمي .
قلب أحمر على الجملة الأخيرة يكفيك للتمويه..
انسحب قبل المشهد الأخير فلن تحتمله .
الأمر لا يتعلق بمدى قربك أو بعدك
فنحن غريبان تماما على مفترق جملتين
الأمر يتعلق بنبض الحرف، وفواصل بين
(نحن لم نعد غريبين الآن ، نحن أصبحنا غريبين الآن )
ما لم نقله :
اغمد سيفك يابروتوس
فقد أغرقتنا دماء الأسى
والآن انتهت المحادثة
……
Discussion about this post