في مثل هذا اليوم 24 يناير1953م..
أديب الشيشكلي يعتقل عدداً من المعارضين الذين حضروا مؤتمر حمص في منزل هاشم الأتاسي.
العقيد أديب بن حسن الشيشكلي (1909 في حماة – 27 سبتمبر 1964 في البرازيل) كان قائد الانقلاب العسكري الثالث في تاريخ سوريا الذي حدث في 19 ديسمبر 1949، وأصبح رئيساً لها بين عامي 1953 و1954.
كان أديب ضابطاً سابقاً في الجيش السوري، استولى على السلطة على دفعات منذ عام 1951 وحتى عام 1954، وكان قبلها أحد العسكريين السوريين الذين شاركوا في حرب 1948 وتأثر خلالها بأفكار الحزب السوري القومي الاجتماعي.
حقق الشيشكلي استقراراً داخلياً لم تشهده البلاد من قبل، وكان من أشد أعداء إسرائيل، وفي كل يوم من أيام عهده كانت تحرر تلة حتى أنه قال: (إن الطريق من دمشق إلى الخليل سيكون سالكاً أمام الجيش السوري).
عندما شعر الشيشكلي بتعاظم المعارضة الداخلية لنظامه العسكري، أصدر مرسوم تشكيل وزارة في 6 حزيران 1952، وأعلن بعد تشكيل الوزارة بأن الجيش سيدعم مشاريع الحكومة دون التدخل في شؤونها، وأكد بأن هذه الحكومة مؤقتة مهمتها إيصال البلاد إلى الانتخابات النيابية في إطار قانون جديد للانتخابات يفتح السبيل أمام تمثيل حقيقي للشعب.
في 5 سبتمبر 1950 تم نشر دستور جديد طُبّق حتى تاريخ انقلاب أديب الشيشكلي الثاني في 29 ديسمبر 1951، الاّ أنه أعيد العمل بهذا الدستور اعتباراً من 25 فبراير 1954 وحتى تاريخ قيام الجمهورية العربية المتحدة في 22 فبراير 1958.
رسخ هذا الدستور الطابع العربي للدولة حيث ينص على أن «الشعب هو جزء من الأمة العربية بتاريخه وحاضره ومستقبله» وأن «دين الرئيس هو الإسلام».
رئيس الجمهورية
بسبب أزمة سياسية داخلية، استقال رئيس الدولة (الأتاسي) في 2 كانون الأول 1951، وفي اليوم الثاني نصب أديب الشيشكلي الزعيم فوزي سلو رئيساً للدولة، وبقي رئيساً شكلياً حتى أن نصّب الشيشكلي نفسه رئيساً في 10 آب 1953 بموجب «استفتاء» ونشر دستوراً جديداً.
بعد أن وضع دستوراً جديداً للبلاد، انتخب رئيساً للجمهورية طبقاً لأحكام هذا الدستور، وهكذا مهد لمرحلة فرض الديمقراطية من خلال الديكتاتورية العسكرية، أما قيادة الأحزاب السياسية المعارضة فقد ألّفت جبهة شعبية معارضة تصدت لسياسة الشيشكلي عبر المظاهرات الطلابية والعمالية والفلاحية، وبدأت معركة المعارضة في دمشق بإلقاء المتفجرات، وأًعلن العصيان في جبل الدروز، فقاومه الشيشكلي بالدبابات والطائرات، فزاد من النقمة على النظام.
ثم تنادى السياسيون إلى عقد مؤتمرٍ في حمص في منزل هاشم الأتاسي لإقرار (ميثاق وطني) فيما بينهم قرر (الدعوة إلى الديمقراطية والحريات العامة، وشجب الحكم الفردي والنظام البوليسي)، ووجهوا إنذار إلى الشيشكلي لإعادة الأوضاع الدستورية والإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الحرب الأهلية في جبل العرب.
وكان رد العقيد على الإنذار باعتقال كل من وقع عليه، واعتقاله كبار الساسة السوريين بتاريخ 24 كانون الثاني 1953، وشملت الاعتقالات «رشدي الكيخيا، صبري العسلي، فيضي الأتاسي، عدنان الأتاسي، حسن الأطرش، منصور الأطرش، علي بوظو، عبد الوهاب حومد، منير العجلاني، أكرم الحوراني، ميشيل عفلق، صلاح البيطار، شاكر العاص، ورزق الله الأنطاكي»، وشهدت البلاد حالة من الاضطراب والمظاهرات الطلابية، قاومها رجال الأمن بالعنف والقنابل المسيلّة للدموع، وعطلت الدراسة في المدارس، وعمت المظاهرات المدن السورية وهي تنادي بسقوط الديكتاتورية وإلغاء البرلمان، وعودة الحياة الدستورية إلى البلاد، فكانت التمهيد الشعبي لإسقاط الشيشكلي.
وفاته
اغتيل في البرازيل عام 1964 على يد شاب درزي هو نواف غزالة. حيث فاجأه نواف غزاله في شارع ببلدة سيريس في البرازيل وأطلق عليه النار فقتله انتقاما من ممارسات الشيشكلي العسكرية ضد الدروز في منطقة جبل العرب.
وقعت الحادثة قرب جسر ريالما القريب من منزله في مقاطعة سيريس في محافظة غاياس، حيث كمن له نواف غزاله وقام بإطلاق النار عليه من فوهة مسدسه بعد عودة الشيشكلي من عزاء أحد الأصدقاء في قرية مجاورة.!!
Discussion about this post