في مثل هذا اليوم 27 يناير1900م..
اندلاع ثورة الملاكمين في الصين، والدبلوماسيون الأجانب في بكين يطالبون بتأديب المتمردين.
ثورة الملاكمين أو انتفاضة الملاكمين أو حركة يهيتوان (بالصينية التقليدية: 義和團起義، بالصينية المبسطة: 义和团起义)، هي انتفاضة وقعت في الصين ضد الإمبرالية وضد التدخل الأجنبي وضد المسيحية بين عامي 1899 و1901، في أثناء الفترة الأخيرة من حكم سلالة تشينغ.
بدأت الانتفاضة على يد الميليشيا المتحدة من أجل الصَلاح، وتُعرف في اللغة الإنجليزية باسم الملاكمين لأن الكثير من أعضاء تلك الميليشيا مارسوا الفنون القتالية الصينية، ويُشار إليهم في الغرب بـ الملاكمة الصينية. تصاعدت مشاعر الكراهية لدى القرويين الصينيين في الشمال ضد المبشرين المسيحيين الذين تجاهلوا التزاماتهم بدفع الضرائب واستغلوا حقوق الحصانة المحلية لحماية أتباعهم ضد الدعاوى القضائية. شملت الخلفية المباشرة لتلك الانتفاضة جفافًا شديدًا وخللًا في النمو بفضل مجالات النفوذ الأجنبية عقب الحرب اليابانية الصينية الأولى لعام 1895. عقب عدة أشهر من العنف المتنامي وجرائم القتل في شاندونغ وسهل شمال الصين ضد الأجانب والحضور المسيحي في شهر يونيو عام 1900، تجمع محاربو انتفاضة الملاكمين، الذين اعتقدوا أنهم منيعون ضد الأسلحة الأجنبية، في بكين وأطلقوا شعار ادعموا حكومة تشينغ وأعدموا الأجانب. طلب الأجانب والصينيون المسيحيون اللجوء في حي المفوضيات في بكين.
في استجابة للتقارير التي تتحدث عن غزو تحالف الأمم الثمان –المؤلفة من جيوش أمريكية ونمساوية-مجرية وبريطانية وفرنسية وألمانية وإيطالية ويابانية وروسية– بهدف رفع الحصار، دعمت الإمبراطورة تسيشي الملاكمين في الحادي والعشرين من شهر يونيو، ولو أنها ترددت في البداية، فأصدرت مرسومًا إمبراطوريًا أعلنت فيه الحرب على القوى الأجنبية. تعرّض الدبلوماسيون والمدنيون الأجانب والجنود والصينيون المسيحيون في حي المفوضيات لحصار دام 55 يومًا فرضه الجيش الإمبراطوري الصيني والملاكمون. انقسم المسؤولون الصينيون إلى فئة تدعم الملاكمين، فئة تفضل المصالحة تحت قيادة الأمير تشينغ. لاحقًا، أعلن القائد الأعلى للقوات الصينية، الجنرال رونغلو، أنه فعل ما فعل لحماية الأجانب. تجاهل المسؤولون الموقعون على اتفاقية الحماية المتبادلة لجنوب شرق الصين المرسوم الإمبراطوري القاضي بمحاربة الأجانب.
في البداية، تراجع تحالف الأمم الثمان عن خطته، لكنه أرسل لاحقًا 20 ألف جنديًا مسلحًا إلى الصين لهزيمة الجيش الإمبراطوري، ووصل الجنود إلى بكين في الرابع عشر من شهر أغسطس، وأنهوا بذلك حصار حي المفوضيات. تلى ذلك نهب غير منظم للعاصمة والأرياف المحيطة بها، بالإضافة إلى إعدام موجز (دون محاكمة عادلة) لمن يشتبه بانتمائه لحركة الملاكمين. فرض مرسوم الملاكمين في السابع من سبتمبر عام 1901 إعدام المسؤولين الحكوميين الذين دعموا الملاكمين، واشترط بقاء القوات الأجنبية في بكين، وأجبر الصين على دفع غرامة قدرها 450 مليون تايل من الفضة –أي نحو 10 مليارات دولار وفقًا لأسعار الفضة في عام 2018 وهو ما يزيد عن عائدات الضرائب السنوية للحكومة– على مر السنوات الـ 39 التالية للأمم الثمان المنخرطة في هذا النزاع.!!
Discussion about this post