بيان جامعة الشباب العربي المثقف الحر
رسالةٌ إلى مَن يهمه الأمر…
إنّ وتيرةَ الجرائمِ الوحشيّةِ التي يَرتَكبُها الاحتلالُ الاسرائيلي؛ ضدَّ شعبنا الفلسطيني، أمام أنظارِ المُجْتَمعِ الدولي تتصاعدُ دون رادِعٍ ، وهذا مِمّا شَجَعَ الكيانُ اللقيطُ على التمادي و التطاولِ، حيثُ أصبحتْ هذه الجرائم أكثرُ بشاعةً، و قسوةً مِن سابِقاتِها، مِمّا يُوحي أنّ المُخططَ الصهيوني كبيرٌ ومخيفٌ، إذ يستهدفُ قتلَ القضيةِ الفلسطينيةِ، و محوها إلى الأبدِ، وإنْطٍلاقاً من موقفِنا الثابتِ والمبدأي ( والذي قُلناه سابقاً ونقول : أنّ سببَ هذا الإجرام هو فتحُ القنواتِ السياسيةِ مع الكيانِ الغاصبِ وعدمِ تجريمه ) .
وأنَ الاحتلالَ يُعولُ على التطبيعِ السياسي كمقدمةٍ لإستردادِ ما يراه حقاً له مِن أموالٍ و أراضي، بحُجةِ حقوقِ الصهاينةِ المسلوبةِ في البلدانِ العربيةِ ولا يُخفى على عاقلّ غاياتهِ التوسعيّة التي يسعى إليها.
وحتى نتمكنُ مِن ضَبْطِ المواقفِ المُتذبذبةِ التي تحاولُ التملق والتزلف للكيانِ الغاصب، لابُدَ مِن تحديدِ موقفٍ واضحٍ، نرسُم مِن خِلالهِ خارطةِ المرحلةِ القادمةِ لقطعِ الطريق على النوايا الشريرةِ لهذا الكيانِ الغاصِب.
ولن نُردِد مُجدداً عبارات التنديد والاستنكار، بل ستكون مواقفُنا عمليةً، وموجعةً، وتصاعديةً، ونكون في خندقٍ واحدٍ مع كُلِّ الشرفاءِ، والغيارى مِمّن يقفُ معنا والله ولي التوفيق.
ومِن المؤكدِ أنّ فلسطينَ وشعبَها قد أُتخِموا مِن سماعِ وقراءةِ البياناتِ الصادرةِ مِن هنا وهناك، وبالنهايةِ يَشعرُ أصحابُها بأنّهم قد أدوا واجبهم؛ وكفى الله المؤمنين شرَّ القتال.
ونحن لا نشكُ بأنَّ الكفاحَ له أشكالٍ عِدة، والرسائلُ و البياناتُ أحدَ الاشكالِ الهامةِ للكفاحِ في جانبه السياسي، والإعلامي، والتعبوي، ولكن لابُدَّ للخطاباتِ مِن ترجمةٍ حقيقيةٍ على أرض الواقع.
كما أنّنا نُدرِكُ أنّ العدو قد عَمِلَ جاهداً على تشتيتِ جهودنا وشغلنا في مقارعةِ القريبِ قبلَ البعيد وأصبحنا في موضعِ الضعفِ، وغاية مطالبنا هو أن يكفُ عنا شروره وتأمرَه.
وقد اكتفينا سابقاً بالمراهنةِ على شعوبِ أمتِنا العربيةِ، و الاسلاميةِ، والأممِ الحرةِ، وتوسمنا فيها الخير، عندما كَشرَ الجميعُ عن أنيابِه، وتَركَ الشعبُ الفلسطيني لقمةً سائغةً سًهُل أفتراسه مِن قبل أشرسِ عصابةٍ على وجهِ الأرضِ وعلى مرِ التاريخ.
والمؤسفِ أنّ شعوبَنا العربيةِ مغلوبٍ على أمرِها، وواقعة تحت الضغوطِ الرهيبةِ التي يُمارسُها الحُكام، والتي تصلُ أحياناً أن لا تستطيع التعبير عن مكنوناتها حتى ولو بالكلمة، إلا ماندرَ وبحالاتٍ فرديةٍ أو مجموعاتٍ قررتْ أن تكون حاملةً للجرأةِ، وتفصِحُ عمّا بداخلها وتعبر عن حقيقة مواقف شعوب أمتنا.
وهذا ما يُشعرُنا بالألمِ وأحيانًا بخيبةِ الأملِ … ونبقى نأمل.
علينا أن نُمعنَ النظرَ في شعبِ فلسطين بالرغم مِن كُلِّ الظروفِ التي يعيشها، وعلى كافةِ الصُعدِ وعلى مدارِ ما يُقارِب قرن مِن الزمنِ مُنذ وعدِ بلفور المشؤوم ما زلوا على وعدِهم وعهدِهم، بأن إرادتَهم صُلبة لن تُكسر، ولن تُهزم مهما تكالبتْ عليهم الأعداءُ، ومهما تأمَرَ المتأمرون بالخيانةِ، أو بالتطبيعِ أو العمالةِ، أو بيعِ الذاتِ والشرفِ بحفناتٍ مِن المالِ.
وعلى هذا الأساس؛ تُعلن الجامعةُ عن جُملةِ بنود تُعبرُ عن أهدافِها وموقِفِها إتجاه ما يَحْدث في فلسطين .
البند الأول .. نرفضُ التطبيعَ وأتفاقياتِ السلامِ المشؤومةِ، والكاذبةِ وندعو لرفضِ الإحتلالِ الأسرائيلي وتقويض مساعيه بالتمددِ في البلدانِ العربية .
البند الثاني .. نُطالبُ المُجتمعُ الدولي والأممِ المتحدةِ بإحالةِ ملفِ جرائمِ الكيانِ الغاصبِ للمحكمةِ الدوليةِ لجرائمِ الحربِ، والجمعيةِ العموميةِ للإممِ المتحدةِ لطلبِ الحمايةِ الدوليةِ العاجلةِ للشعبِ الفلسطيني.
البند الثالث .. أنَّ هذا الصمتُ، والسِكُون الذي يُخيمُ على الإعلام العربي!!! حيث يقف مُتفرِجاً دونَ أن يُحشد الرأي العام لرفضِ الإعتداءات المُتكررة على شعبِنا الفلسطيني!!! وهذا يؤكد أنَّ هذه المؤسسات الإعلامية التي لم تُحرِكْ ساكِناً إزاء ما يحدث كانتْ وما زالتْ تابعةً لشخوصٍ موالية لهذا الكيان الغاصب، لهذا نستهجنُ الصمتَ غير المُبَرَرِ أمام الاعتداء الآثم على ( جُنين ).
البند الرابع .. إنَّ إستمرار القصف الإسرائيلي؛ وقتلُ الشعبِ العربي الفلسطيني الحُرِ ، هو وصمةُ عارٍ على جبينِ الحُكامِ العربِ، وأولهم المُطبعين، وعليهم جميعاً السعي لإيقافِ العدوان الإسرائيلي على ( جُنينِ الإباءِ و الصمود ) والوقوف أمام عمليات الاستيطان، وإنّ إستمرارَ القصفِ دليلاً ، وشاهد عيان على كذبِ إسرائيل في الألتزامِ بتطبيقِ مبادئ السلم؛ والوفاء بعهودِها .
البند الخامس .. ندعو الشعوبَ العربيةَ لأن تنضوي تحتَ لواء الأخوةِ الصادقةِ، ويَكْمُن الحل الحقيقي في وحدتٍنا ضد العدو الذي مَزق صفوفَنا ليتمكن مِن إملاءِ ما يُريدُ، وبدورِها تتعهدُ جامعةُ الشبابِ العربي المثقفِ الحُرِ بالتصديِ للدفاعِ عن قضايا أمتِنا العربية؛ فنحن اليومَ بأمسِ الحاجةِ إلى حراكٍ شعبيٍ عربيٍ لمُساندةِ قضايا الأمةِ في فلسطين، والعراقِ وسوريا واليمن ولبنان و السودان وليبيا، مِن خلال تشكيلِ تجمعٍ عربيٍ فاعلٍ و ضاغطٍ ومؤثرٍ، ونُعلنُ استعدادُنا لنكون أحدَ المُساهمين في هذا الخطوة، عسى الله أن يأخُذَ بأيديِنا، ونكون مِمّن يُعلقون جرسَ الانعتاق مِن حالة الصمتِ والخوف و نمتشق قرارنا .
البند السادس .. أنّنا ندعو الشعوبَ العربيةِ الآبية التي لازالتْ تعتزُ بعروبتِها، والتي قد طَبّعَتْ حكُوماتُها في رابعةِ النهار، لأن يكون لها دورٌ حازِمٌ وشُجاعٌ إزاء حكوماتها .
البند السابع .. ندعو أبناءَ الشعبِ الفلسطيني لرصِ الصفوفِ وتوحيدِ سلاح المقاومةِ وتوجيهه ضد المحتل؛ وإعادةِ ربطِ القطاعِ بالضفةِ تحت سُلطةٍ مُستقلةٍ ينتَخِبُها الشعبُ الفلسطيني .
البند الثامن .. ندعو شعوبَنا الحرةِ بالدعمِ اللوجستي لشعبِنا الفلسطيني، والمساهمةِ الفعليةِ في تقديمِ المساندةِ بمختلفِ الجوانبِ، وخاصة الدعم المادي لإعالة مَن هم بحاجتِها، لأنَّ هُناك مَن هو غير قادرٌ على العيش بكفاف .
صَادَقَ أعضاءُ المجلسِ الإستشاري لجامعةِ الشبابِ العربي المُثقفِ الحُرِ على بنودِ البيانِ بعد تدويلِ ملفِ التطبيعِ مع الإحتلال الأسرائيلي، وما يجري مِن أحداثٍ دمويةٍ في ( جُنين )
في الجلسةِ المُنعقدة بتأريخِ ٢٧ / ١ / ٢٠٢٣ .
ّ
المُستشارُ السياسي في الشأن الفلسطيني للجامعةِ، الخبيرُ الاستراتيجي والكاتبُ ” عزمي النبالي ” .
رئيسُ إعلامِ الجامعةِ، الكاتبُ والصحافيُ ” حامد الزيادي ” .
المستشارُ القانوني للجامعةِ، الكاتبُ والباحثُ ” اسعد الجوراني ”
مؤسسُ جامعةِ الشبابِ العربي المثقفِ الحُرِ، المفكرُ العراقي ” فرقد الربيعي “.
Discussion about this post