في مثل هذا اليوم 30 يناير1835م..
الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون يتعرض لمحاولة اغتيال أثناء وجوده في قاعة مجلس النواب، وهي أول محاولة اغتيال لرئيس أمريكي.
خلال شهر يناير/جانفي 1835، احتضنت العاصمة الأميركية واشنطن مراسم جنازة النائب بالكونغرس آرين دافيس (Warren Davis). وقد شهدت مراسم تأبين الأخير حضور عدد هام من كبار الشخصيات بالولايات المتحدة الأميركية وعلى رأسهم الرئيس أندرو جاكسون (Andrew Jackson) البالغ من العمر حينها 67 سنة. في الأثناء، أثار حضور أندرو جاكسون الذي دخل عامه الرئاسي السابع استياء كثيرين، حيث لاحظ الحاضرون التدهور الواضح لحالته الصحية وشككوا في قدرته على مواصلة ما تبقى من فترته الرئاسية.
من ضمن الحاضرين بمراسم جنازة آرين دافيس تواجد رجل يدعى ريتشارد لورانس (Richard Lawrence) عانى طيلة السنوات الأخيرة من اضطرابات نفسية حيث آمن الأخير بكونه الملك الشرعي والحقيقي لبريطانيا وتحدّث عن إقراضه لمبلغ مالي هائل للإدارة الأميركية فطالب باستعادة أمواله أو تسوية الأمر بالدم عن طريق مهاجمة كبار المسؤولين بالبلاد. ويوم الجنازة الموافق للثلاثين من شهر يناير/كانون الثاني 1835، تسلّح ريتشارد لورانس بمسدسين وقرر إنهاء حياة الرئيس الأميركي من خلال ما اعتبر أول محاولة اغتيال لرئيس بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
أثناء مغادرة الرئيس أندرو جاكسون لمبنى الكابيتول بواشنطن، تقدّم منه ريتشارد لورانس متجاوزا العديد من الحاضرين قبل أن يقف قبالته على بعد 10 أقدام ويسحب مسدسا كان مخفيا بين طيّات معطفه ويوجهه نحوه دون أن يتمكن من إطلاق النار حيث تعطّب المسدس بشكل غريب وغير متوقع. ومن خلال لقطة أخرى أثارت ذهول الحاضرين، سحب ريتشارد لورانس مسدسه الثاني وحاول ثانية قتل الرئيس إلا أنه فشل في إطلاق النار عقب ضغطه على الزناد. وأمام هذا الوضع استشاط الرئيس أندرو جاكسون، البالغ من العمر 67 عاما، غضبا فتسلّح بعصاه التي استعان بها للمشي وانهال ضربا على الرجل الذي حاول قتله قبل أن يتمكن عدد من مرافقي الرئيس من التفريق بينهما وتثبيت الجاني ريتشارد لورانس.
خلال اليوم التالي، تناقلت الصحف الأميركية خبر نجاة أندرو جاكسون من أول محاولة اغتيال رئاسية بتاريخ البلاد وتحدّث الجميع عن معجزة أنقذت الرئيس خاصة مع تأكد الخبراء حينها من سلامة المسدسين المستخدمين في محاولة الاغتيال. من جهة ثانية، فسّرت التحاليل المعاصرة هذه الحادثة الغريبة فتحدّثت عن نجاة الرئيس بفضل حالة الطقس حيث كان يوم 30 يناير/كانون الثاني 1835 ضبابيا وهو ما تسبب في تبلل البارود الموجود بالمسدسين وأفشل عملية إطلاق الرصاص.
طيلة الأيام التي سبقت التحقيقات، شكك كثيرون في محاولة اغتيال مدبّرة من قبل الخصوم السياسيين للرئيس للتخلص منه بينما اتجه البعض للإيمان بنظرية أخرى حول فبركة أندرو جاكسون لمحاولة اغتيال بهدف زيادة شعبيته بالبلاد.
أثناء المحاكمة، تيقّن الجميع من تدهور المدارك العقلية لريتشارد لورانس حيث ادعى الأخير امتلاكه لبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وروما وكامل ثرواتها، كما تحدّث عن اغتيال والده من قبل الرئيس أندرو جاكسون. إلى ذلك، عرضت المحكمة المتهم ريتشارد لورانس على عدد من الأطباء الذين أكدوا تدهور مداركه العقلية ليعلن بذلك الأخير غير مذنب ويرسل نحو مصحة عقلية قضى بها ما تبقى من حياته وفارق الحياة بين جدرانها بحلول العالم 1861.!!
Discussion about this post