في مثل هذا اليوم 31 يناير 1953م..
السلطات الفرنسية تعتقل الحبيب بورقيبة.
في مثل هذا اليوم، عام 1953 اعتقلت السلطات الفرنسية الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية.
ولد بورقيبة بمدينة المنستير بالساحل التونسي عام 1903، تخرج من جامعة السوربون في فرنسا وحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الفلسفة عام 1924، وانتقل بعدها للدراسة في باريس، وحصل هناك على الإجازة في الحقوق عام 1927، وتزوّج من زوجته الأولى الفرنسية “ماتيلد لوران”، التي كانت تكبره بعدة سنوات وأسلمت، وأنجب منها ابنه الوحيد الحبيب بورقيبة الابن، وقد لعب الحبيب بورقيبة دورًا كبيرًا في تاريخ تونس المعاصرة لجهة اضطلاعه بصناعة القرار التونسي ولأزيد من ثلاثة عقود من الزمن، وقد أكمل بورقيبة تعليمه في جامعة السوربون في فرنسا والتي تخرجّ منها بشهادة البكالوريوس في الحقوق.
مارس بورقيبة مهنة المحاماة والصحافة، وأصدر في تونس صحيفة “صوت التونسي” عام 1930، ثم “العمل التونسي” عام1932، وانخرط في سنّ مبكّرة في العمل السياسي ضمن نشاط الحزب الحر الدستوري التونسي الذي كان يعمل من أجل استقلال البلاد عن فرنسا، لكنه انقلب على القيادة القديمة للحزب التي كان يتولاها عبد العزيز الثعالبي، وأنشأ الحزب الدستوري الجديد إثر مؤتمر عقد بمدينة قصر هلال في 2 مارس 1934، وفي 3 سبتمبر 1934 قامت سلطات الاحتلال الفرنسي باعتقال بورقيبة لنشاطه النضالي وأبعد إلى أقصى الجنوب التونسي ولم يفرج عنه إلا في مايو 1936.
قام زين العابدين بن علي في 7 نوفمبر عام 1987 بإزاحة بورقيبة عن الحكم كما تم حجب أخبار بورقيبة عن وسائل الإعلام، وتم تسريب رسالة لبورقيبة بتاريخ الثاني من فبرايرعام 1990 وجهها إلى ممثل النيابة العامة بـولاية المنستير يشكو فيها ظروف إقامته وعزله في قصره بالمنستير وحرمانه من التنقل والخروج من دون موجب قانوني،و ذكرت تقارير أن بورقيبة حاول الإنتحار مرارًا في مقر إقامته بعد أن أخضعه بن علي للإقامة الجبرية.
بعد ثلاثة أشهر فقط من إستلام بورقيبة للحكم، أصدر عن طريق البرلمان التونسي مجلة الأحوال الشخصية عام 1956، وفي هذه المجلة صدرت العديد من التشريعات لكن التطبيق الفعلي لها لم يبدأ إلا بعد ستة أشهر أي في أوائل سنة 1957. من التشريعات صدور قانون منع تعدُّد الزوجات ورفع سن زواج الذكور إلى عشرين سنة، والإناث إلى 17 سنة
تحالف مع الغرب وكان من أوائل السياسيين العرب الذين رحبوا بالسياسة الأمريكية في المنطقة، ففي خطاب ألقاه في شهر مايو 1968م قال “إننا نعتبر أن نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية يشكل عنصر استقرار يحمي العالم من نوع من الأنظمة الاستبدادية دون أن يدخل في نزاع مع الاتحاد السوفييتي، رفض رفضا قاطعا إقامة علاقات اقتصادية وعسكرية معه، معتبرا أن دخول خرطوشه واحدة من هذا المعسكر قادرة على أن تفتح الباب واسعا أمام الخبراء والأفكار “الهدامة” حسب تعبيره، بل أنه صرح أكثر من مرة في خطبه الرسمية بأن “المعسكر الاشتراكي لن يستمر طويلا في الحياة، وأن سقوطه أمر محتم.” وبنى علاقات جيدة مع الأنظمة الملكية والخليجية.
وقبل وصول الحبيب بورقيبة إلى سدّة الحكم في تونس عاشت الحركة الوطنية التونسية سلسلة من الانشقاقات والتصدعات أدّت إلى انسحاب العديد من الشخصيات من الحزب الدستوري الاشتراكي الذي تحوّل إلى حزب حاكم بعد الاستقلال وكان الوحيد في الساحة السياسية، لأنّ التعددية كانت ممنوعة في تونس وتمّت تصفية العديد من معارضي بورقيبة بعد الاستقلال، وفرّ بعضهم إلى الجزائر والبعض الآخر توجّه إلى بعض العواصم الأوروبية كباريس وجنيف وغيرهما.
توفي بورقيبة في 6 أبريل عام 2000، ومنع بن علي وقتها نقل جنازته مباشرة على التلفزيون، كمارفض عرض شريط فيديو يروي حياته إلى جانب رفضه لحضور وسائل الإعلام الأجنبية وشخصيات عالمية كانت مقربة من بورقيبة مراسم الجنازة.ودفن في مسقط راسه بمدينة المنستير!!
Discussion about this post