لا إفراط ولا تفريط
بقلمي د. غادة رشاد
………
الرجل مستبد برأيه، هذا الرأي ليس في العموم بطبيعة الحال، ولكن في بعض الأحوال يتبع سياسة العصا والجزرة، يختبر دوما طاعة فتاته حتى وإن كان فيما ليس له حق فيه، ليشعر بالفوز ويتفضل عليها بمنح لقب ملكة يمينه وكأنه منحها الوسام العظيم. هذا الذي يملي على فتاته أمراً وعليها التنفيد وإلا تلقى أثاما، لتجد الكثير من التهديد والوعيد دون أن يدري بأنه الخاسر في الأخير.
ألا تعلم أيها الرجل أن زمن العبودية انتهي منذ ظهور الإسلام وانتهى معه عصر الجواري والعبيد. لن تخضع لك امرأة إلا حباً واحتراماً وتقديراً لمحبتك واحترامك لها. فالأولى لك أن تكون سندا ودعما ولا تكن لها عائقا في طريقها. عليك أن تساند فتاتك وتعينها على تحقيق أحلامها وما تسعى له، فلا تكن عائقا ومانعا لها لأنك مختلف عنها في رؤيتها لبعض الأمور وفي أحلامك وطموحها وما تسعى لتحقيقه في حياتها.
سأعلنها مرارا وتكرارا دون ملل أو كلل، كن رجلاً محباً، كيساً فطناً. احترم رغبتها، وعقلها، ومشاعرها. ابتعد عن تلك الخطوط الحمراء التي تمثل لكل امرأة أو فتاه أكسجين حياتها التي تنعم به ومن دونه الموت. فلتعرف أيها الرجل ما يحق لك في طلبه وما عليك من أن تدعم به فتاتك حتى وان كانت دون رغبتك.
الاحترام واجب بين الطرفين، ليس بكلمة حاضر ونعم، إنما بالتقدير لقلوبنا ومشاعرنا واحترام لعقولنا والسماح بمساحة من حريتنا التي يتركها كل منا للآخر في الحدود المقبولة والمسموح بها دينياً وأخلاقيا. فلا تسمح لأحد أن يملي عليك فعله، لك الحق في الشورى وله الحق في إبداء رأيه ليعود لك الحق من جديد في الأخذ بهذا الرأي من عدم الأخذ به. فلا حق لأحد أن يحزن أو يغضب من حقنا التي لن نفرط به أبدأ.
#د_غادة_رشاد
#مدونتي_bintezz
Discussion about this post