ويقظان اعشقها للشاعر دحمد حاجي قراءة بقلم الشاعرة فائزة بنمسعود تونس

قراءة في قصيدة(ويقظان أعشقها..)
للشاعر الدكتور حمد حاجي
=====================

ويقظان أعشقها…
وإذا نمتُ
نبّهني للقاها الغَرامُ

ويسخر مني:
إِذا كُنتَ تعشق…
كيف تَنامُ؟

فشلال نور
وهذي المَفاصِلُ
تحيا بها والعِظامُ

فما أنت تدري
أَنحيا بها أم نموت؟
أضوءٌ هي؟أم غمام؟
=============
=============
كان هيجل يرى الجمال —بأنّه ذلك الجنّيُّ الأنيس الذي نصادفه في كلّ مكان
وجمال معاني هذه القصيدة صارخ وجذاب
وهذا شأن كل كتابات الدكتور الشاعر حمد حاجي
لــنْ ابالغ اذا اعتبرت
أنَّ دكتور حمد حاجي هو ملك شعراء الفيس-والرائي الأوّل لانه يكتب القصيدة بعينيه لا بمخيلته فقط
فالعين هي قوة الشاعر وطاقة إلهامه
قصيدة بصرية تعيد رسم الواقع شعرا
في هذه القصيدة هناك شيء بعينه يفك رموز القارئ ويكشف عن ذاته لدرجة انه يخال أنه هو من كتب وليس من يقرأ ويتمعن
ويدرك انه من الممكن ان نتلبس ببعض ما يكتب غيرنا فقط لانه عبر عـنّـا واضاء ركنا في دواخلنا تحفَّظ عليه اللاوعي وأبى كشفه او حتى الاقتراب منه…ولكل منا في ذاته أماكن محرمة يخاف ولوجها وبكل عفوية يجد شجاعة ريادتها بمفاتيح غيره كالشعر مثلا
واذا كان اللاوعي بتجلّى في الرؤى والأحلام فإنه بلا شك يتبدّى في نصوصه الابداعية
واقول يقينا ان قصائده تحدث رعشة في الشعر العربي والتونسي على الخصوص
فهو يضعنا تحت سماء حافلة بالسحر فنعكف على معاني القصيدة حتى نحجّ لكل مواطن الجمال فيها وقد نرتكب كل الآثام العنيدة ونحن نسافر فيها
ونتباهى في سكون ونعشق عزلتنا والتلبس بروح الكلمات
ونعيش هذا التزاوج الجذاب بين الصورة والكلمة
هي ثورة فنية يخوضها الشاعر…وليتنا نرى كل شيء بأعين الشعراء ونحاول قراءة الشعر كالشعراء بقدر المستطاع
حيث نصبح من سكان كل قصيدة ولو لفترة وجيزة من الزمن
وهذا القصيد وخاصة هذا المقطع( فما انت تدري أنحيا بها أم نموت//أضواء هي أم غمام)
ذكرني بحب قيس لليلى الذي كان ينادي عليها وهي موجودة قربه وتقول له (يا قيس انا ليلى) فينظر اليها ويقول اليك عني فان حبك شغلني عنك—-
فنرى ان قيسا بات يرى حبه لليلاه شيء اسمى من وجودها المادي وكان بالشاعر الدكتور يعيش احد انواع الأشكال المبكرة للحب الالهي الصوفي—
—-ولستِ في لعبة المفاضلة بين الشعراء والكتاب
فالكلمات عنده لها تاريخ وأشكال وروح وأنفاس ونبض
واعود لاقول انا مجرد قارئة أتمتع بما أقرأ وأسافر في روح الكلمات
شكرا دكتور حمد الشاعر على جمال ما تكتبه