فى مثل هذا اليوم 13 فبراير1942م..
الزعيم النازي أدولف هتلر يتراجع عن فكرة غزو بريطانيا والمعروفة باسم «أسد البحر».
عملية أسد البحر (بالألمانية: Unternehmen Seelöwe) كان للقوات الجوية الألمانية في الحرب العالمية الثانية أهداف ذات شقين: تمهيد الطريق للغزو البرمائي وكان الاسم الرمزي الذي أطلقه الألمان عليها وجر القوات الجوية البريطانية إلى المعركة، وهزيمتها وتحقيق التفوق الجوي. حل البريطانيون كثيراً من مشاكلهم أثناء هذه الفترة حيث ألغيت تعبئة المقاتلات القديمة، واستخدمت تعبئة مؤثرة بسرعة في قيادة المقاتلات. حيث عولجت مشاكل فيلق المراقبة الملكي وأجهزة تبليغ الرادار وحلت بدرجة كبيرة وأصبحت رئاسة قيادة المقاتلات متمرسة وذات كفاءة في نشر المعلومات وتخويل السلطات إلى المستويات الدنيا حتى المجموعات، والقطاعات والأجنحة والأسراب. كانت الخسائر في كلا الجانبين متساوية، في هذه الحالة لم تستطع القوات الجوية البريطانية الاستمرار والانتصار. كان طيارو ME-109 يلاحظون بوضوح متزايد أن الاشتباكات التي تحدث في مكان وارتفاع تضع القوات الجوية البريطانية في موقف أفضل. واختتم بأن الرادار كان أداة في تحقيق هذا وإن مدى اختيار الهدف قد زاد واتسع.
خلفية تاريخية
قرر أدولف هتلر في بدايات نوفمبر 1939 بوضع حدا للحرب بغزو فرنسا.ومن أجل تجنب دفاعات خط ماجينو الثقيلة كان علي الالمان الالتفاف وغزو كلا من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج ومع الاخذ في الاعتبار القنوات المائية والموانيء الواقعة تحت سيطرة البحرية الألمانية كان من الواضح توقع الخطوة القادمة. القائد العام الادميرال انريك ريدر وجه أحد ضباط عملياته وهو الكابتن هانس يورغن لوضع وثيقة لدراسة «امكانية هبوط الطائرات الألمانية في إنجلترا مع تقدم الحرب وامكانية نشوء مشكلة في ذلك».هذا وقد قضي هانس 5 أيام علي هذه الوثيقة ومن ثم إرسال شروطها الي القيادة الألمانية وكانت كالتالي:
استئصال أو منع تام للقوات الملكية البحرية من مناطق الهبوط والإقلاع.
القضاء علي الاسطول الجوي الملكي الار ايه اف.
تدمير جميع وحدات البحرية الملكية في المنطقة الساحلية.
منع عمل الغواصات البريطانية ضد الاسطول المرابط.
في ديسمبر 1939 اصدر الجيش الألماني ورقة الدراسة الخاصة به والتمست حولها الآراء من قبل كلا من الكريغسمرين”القوات البحرية الألمانية” ولفتوافا “القوات الجوية”، وقد حددت الورقة منطقة الهجوم الألماني ما بين نهر التايمز ومنطقة الجرف الساحلي لانجلترا ‘the wash” علي ان يتم هجوم القوات من موانيء بلد منخفض مجوار.وقد استجاب الألماني هيرمان جورينج رئيس اللفتوافا مع ورقة صغيرة مدونا فيها ملاحظته قائلا”يجب رفض عملية مشتركة يكون الهدف منها هو الهبوط في إنجلترا إذ ان هذا العمل يجب أن يكون عملا في سلسلة من الانتصارات علي بريطانيا إذ ان الظروف الملازمة مع العملية يجب أن تكون ملائمة والا فلن يحقق الهجوم فاعليته”. وكذلك كان رد القوات البحرية الكريغسمرين إلا أنه كان أكثر انضباطا وتركيزا مشيرا الي عدد من الصعوبات التي يجب التغلب عليها حتي يكون غزو إنجلترا قابلا للتحقيق.
في وقت لاحق في ربيع عام 1940 أصبح الكريغسمرين أكثر معارضة لغزو إنجلترا خاصة بعد النصر الساحق للاسطول الألماني في النرويج فبعد غزو النرويج لم يعد متاحا للبحرية الألمانية الا طراد ثقيل واحد وطرادين خفيفين واربع مدمرات متاحة للعمليات.والادميرال ريدر عارض عملية اسد البحر بشدة خاصة بعد التضرر الشديد في النرويج وان الاسطول ما بين سفن غارقة أو معطوبة وأصبحت عديمة الجدوي امام الاسطول الملكي.
في 16 يوليو 1940 وبعد الاحتلال الألماني السريع لفرنسا وللدول المنخفضة ومع تناقص الصبر تدريجيا نتيجة للرفض الإنجليزي المتكرر لكل مبادرات السلام التي قدمها. اصدر الفوهرر هتلر القرار التوجيهي رقم 16ووضع الحركة للاستعداد للهبوط في بريطانيا.وقد استهل الفوهرر الأمر بقوله «إنجلترا وعلى الرغم من وضعها العسكري الميؤوس منه الا انها لاتزال لاتظهر أي علامات للتصالح. لقد قررت التحضير وان لزم الامر تنفيذ لعملية انزال علي ارضها وان الهدف من هذه العملية هو القضاء علي إنجلترا الام كقاعدة للهجمات وشن الحرب علي ألمانيا وان اقتضت الضرورة الي احتلال البلد بكامله».
وقد حدد هتلر 4 شروط من أجل اتمام الغزو:
1- القوات الجوية البريطانية يجب أن يتم تحطيمها معنويا وعمليا الي الحد الذي لا يمكن أن تشكل معه أي عدوانية ملموسة اعتراضا لعملية العبور الألماني.
2-القناة الإنجليزية يجب أن يتم تطهيرها تماما من الالغام في مناطق العبور الألمانية ويجب أن يتم اغلاق مضيق دوفر من كلا الجانبين بالالغام الألمانية.
3-يجب أن تهيمن المدفعية الثقيلة علي المنطقة الساحلية بين فرنسا المحتلة وإنجلترا.
4- البحرية الملكية البريطانية يجب أن تظل منشغلة وعالقة في بحر الشمال والبحر المتوسط الي الحد الذي يمنع من تدخلها في عملية العبور الألماني.ويجب أن يتم تدمير الاسراب المتواجدة في إنجلترا بواسطة الهجمات الجوية والطوربيدات.
نجاح عملية اسد البحر في النهاية كانت ملقاة علي اكتاف كلا من جورينج وريدر. وعلى الرغم من معارضتهما للعملية إلا أن كلا منهما لم يظهر الاعتراض الكافي عليها. وطبقا للقرار التوجيهي رقم 16 والصادر من الفوهرر فقد تم إقامة قيادة مشتركة للقوات البحرية والجوية والبرية الألمانية للعمل والتنسيق لمهمة معقدة تحت مظلة واحدة (علي غرار ما فعله الحلفاء من إقامة قيادة مشتركة عليا للحلفاء للإنزال في النورمادي في وقت لاحق).
بمعرفته بنوايا هتلر وعن طريق وزير خارجيته عرض الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسيليني مشاركة إيطاليا ب 10 فرق و30 سربا مقاتل من سلاح الجو.. على الرغم من ان هتلر رفض في البداية إلا أنه وافق في النهاية لكتيبة صغيرة من المقاتلين والمفجرين الإيطاليين وبقيام قوات الجو الإيطالية بتقديم الدعم الجوي للاسطول الجوي الألماني لوفتوافا في انحاء بريطانيا في أكتوبر/نوفمبر 1940.
في عام 1940 لم تكن البحرية الألمانية قادرة علي القيام بعملية برمائية بحجم عملية «اسد البحر» فقد كانت تفتقر الي الخبرة العلمية والعملية للإنزال. فالبحرية الألمانية كانت قد بدات من الصفر الي حد كبير.وقد بذلت بعض الجهود خلال السنوات بين الحروب لتعويض هبوط القدرات العسكرية البحرية غير ان ضعف التمويل وعدم كفايته قد حد من الجهود بشكل كبير.
غير ان البحرية قد قامت بعدد من الخطوات الصغيرة لمعالجة موضوع الإنزال. منها بناء سفينة للمياه الضحلة Pionierlandungsboot 39 والتي يمكنها ان تحمل 45 من قوات المشاة واثنتين من المركبات الخفيفة أو حمل 20 طنا من البضائع وإنزالها علي شاطيء مفتوح. غير انه وبحلول سبتمبر 1940 تم تسليم زوجين فقط من النماذج.مع إدراك الحاجة الي ناقلات أكبر حجما لإنزال الدبابات والمشاة علي الشاطيء بدأت البحرية الألمانية في تطوير نوع أكبر من السفن Marinefährprahm غير ان هذه السفن لم تكن متاحة في وقت الإنزال علي الشاطيء الإنجليزي وكان أول استخدام لها في أبريل 1941.
ونظرا لضيق الوقت فقد كان بالكاد متاحا شهرين لعملية تجميع الاسطول القادر علي القيام بعملية الغزو. فقد اضطرت القيادة الحربية الي استخدام المراكب النهرية مؤقتا فقد تم تجميع 2400 مركب من انحاء أوروبا (860 من ألمانيا و1200 من هولندا وبلجيكا و350 من فرنسا) من هذه فقط حوالي 800 تم جلبها ذاتيا والباقي تم جلبه عن طريق القاطرات .!!
Discussion about this post