—- الحبُّ في زمنِ اللّاحب —-
بئس من يختزل الحب في يوم واحد ليحتفل به
بئس من يحتفل بالحب ولا يأبه لآلاف الشهداء من جراء الزلزال
بئس من يرقص فرحا على أحزان الآخرين
وبئس المؤسسات الثقافية التي لم تكلف نفسها عناء تعزية أو بيان تضامني
قلوب بأحجام مختلفة تعرض في المحلات التجارية وتنشر بصفحات المواقع الاجتماعية
ما قيمة الحب حين زلزلت الأرض وانطبقت المساكن على أهلها الذين التمسوا منا احتضان المحب وقبلة المخلّص
ما قيمة الحب بينما المكلوم يحمل نعشه وحيدا ويرحل في صمته وأنينه بينما نحن نتبادل صور الورود والقلوب وقد امتلأت بطوننا وتكلست عقولنا وتصدّعت ضمائرنا وتصلبت قلوبنا عوض أن تنفطر …
ما أقسى الإنسان ناظرا إلى أرض حملته وهنا وهي تتألم
الحب أن تسمو بقلبك إلى أعلى وتحلق في الأفق البعيد حيث الله وحيث متسع لرؤية الآخرين ، لا أن تختزله في ذاتك وذراريك ومن ترى فيه هواك …
الحب ان تحفظ له العهد الذي أناطك بك به المحبوب وليس ثمة محبزب أعظم من رب العالمين …
الحب بوح في حضرة الخالق واستغفار وسعي إلى إسعاد المخلوق ومسحة الدمعة عن مكلومه وضعيفه …
الحب هو النور الذي ألقاه الخالق الرحمان في محراب العاشقين يؤم به بعضهم بعضا …
الحبُّ في زمن الزّلزال هو رسمُ بسمةٍ على وجه إنسان مغبر بتراب ما تحتَ الأرضِ كُتبَ لهم الحياة من جديدْ ..
الحبُّ في زمن الزلزال
يدٌ مدودة معطاء للضعفاء والمحتاجين
الحب هو قلبٌ عامر بالآخرين لهم ينبض وبهم يعيش ويحيا …
الحبّ في وقت المحن مشاعرُ تخفق حرقة وتتسارع تضامنا حين سماع صراخِ طفلْ وآهات أمّ أمام عجزِ أب …
الحب مشاعر تهفو إلى حيثُ الأرضُ تهتزّ والمباني تنطبق على الهامات والرؤوس …
الحب قليل والتبجح به كثير ، والقول كثير والفعل قليل قليل …
ما أكثر الأنانية فين وما أقل الإثار … ما أقل الإنسان فينا وما أكثر البشر !!!….







Discussion about this post