انتقاد فوكو لسارتر وبالعكس من لقاء مع فوكواجراه روجيه بول دروا

انتقاد فوكو لسارتر وبالعكس
من لقاء مع فوكو اجراه روجيه – بول دروا
تحت عنوان اعترافات ميشيل فوكو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توجه روجيه -بول دروا بأسئلة عديدة جدا وخطيرة ومهمة وذكية لفوكو ومنها سؤاله له
وهذا ما يجرنا الى تصورك للتاريخ. قال سارتر (يفتقد فوكو للحس التاريخي)
أجاب فوكو
انا مفتون بهذه الجملة ! وأريد أن توضح من خلال كل ما أقوم به لأنني اعتقد انها صحيحة تماما . اذا كان اكتساب الحس التاريخي يعني قراءة اعمال المؤرخين الكبار باهتمام موقر وزيادة تفاهة من الفينومينولوجيا الوجودية على الجانب الأيمن من هذه الاعمال وعلى الجانب الايسر غشاء واهيا من المادية التاريخية واذا كان اكتساب الحس التاريخي يعني تبني التاريخ الجاهز سلفا المقبول في الجامعة ومجرد إضافة القول بانه تاريخ برجوازي لا يقيم وزنا للإضافة الماركسية ، في هذه الحالة من الصحيح انني لا املك الحس التاريخي مطلقا ! ربما يملك سارتر الحس التاريخي لكنه لا يصنعه .
مالذي اضافه سارتر للتاريخ ؟ لا شيء !
اعتقد انه يريد ان يقول قول شيء اخر رغم كل شيء . انه يريد ان يقول انني لا احترم ذلك الفهم للتاريخ المقبول داخل الفلسفة الهيغلية البعدية كلها والتي تتضمن سيرورات عليها ان تكون دائما هي نفسها ومنها مثلا صراع الطبقات واكتساب الحس التاريخي ضمن ذلك الشكل للتاريخ يعني من جهة ثانية المقدرة الدائمة على اجراء عملية التجميع على مستوى مجتمع ما او ثقافة ما او وعي ما او أي امر اخر . بهذا المفهوم تكون دراسة تاريخية ما مكتملة عندما يكون على تلك السيرورة ان تندرج في وعي يبرز دلالتها داخل نفس الحركية ويتم تحديده عن طريق هذه الدلالة …. من الصحيح انني افتقد كليا للحس تجاه هذا التاريخ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب
ميشيل فوكو
جاك دريدا
حوارات ونصوص
ترجمة محمد ميلاد

متابعة الكاتب والناقد حيدر الأديب العراق