“تحت الرّكام”
خرجوا من رحمك الطاهر
وكانت ولادتك عسيرة
تحضنينهم بكل جوانحك
يا ملاذ الخائفين
ها أنا أسمع صوتك من بعيد
لوّحي لي بيديك الداميتين
فلازلت أسمع ذلك الأنين
آه ….عليك يا قلبي
يا دمعة في كلِّ عين
جرحوك
وصبرتي
على عقوق أولادك العشرين الآثمين
اثنتا عشرة سنين عجاف
وما تخلّت
حافية
عارية
دامية
وما تخلّت
عطشى، وفريسة للكلاب
وما تخلّت
سامحينا،يا أمَّ الحضارة
يا دماً سال ،وروى الأرضين
ضاع فلذة أكبادك،وشردوا في العالمين
قتلوا، وبيعت أجسادهم للشياطين
يا جرحاً، ووجعاً لا يندمل لسنين
أمّي ،أمّي ….
هل تسمعين
اخرجي بحقّ السماء
من ذلك الركام الأليم
وعودي إلينا
قتلنا ذلك الحنين
يا نور الصّباح
وإشراقة الشمس
وبستان العاشقين
يا عطر النرجس ،والإقحوان
وملتقى المحبين
ستهزمين- يا جبلاً صامداً -كلّ غدّارٍ لئيم
يا ملحمة الخالدين
وإسطورة
وعبرة
لهذا الزمان اللعين .
“بقلم أمل السودي ” سورية “
Discussion about this post