في مثل هذا اليوم20 فبراير 2002م..
النيران تلتهم قطاراً وتقتل 370 راكبًا وتصيب 65 في الرقاع الغربية بصعيد مصر.
أبشع حادثة وقعت في العقد الأول من الألفية الجديدة، ألا وهي حادثة (حريق قطار الصعيد).. بدأت الواقعة عندما كان القطار رقم 832 المتوجه من القاهرة إلى أسوان، قد اندلعت النيران في إحدى عرباته في الثانية من صباح يوم 20 فبراير 2002، عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد. وقد أكد الناجون وقتها، أنهم شاهدوا دخانًا كثيفًا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار، ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى بقية عربات القطار، والتي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى مع ذويهم في مصر’> صعيد مصر. وقام بعض الركاب بكسر النوافذ الزجاجية، وألقوا بأنفسهم خارج القطار، ما تسبب في مقتل الكثيرين منهم و غرق البعض في ترعة الإبراهيمية. وقام قائد القطار بفصل العربات السبع الأمامية عن العربات المحترقة، وأخطر الجهات المعنية بالحادث,، ثم واصل رحلته خشية توقفه وحدوث كارثة جديدة. وأكد الدكتور عاطف عبيد- رئيس مجلس الوزراء آنذاك، عقب زيارته مستشفى العياط المركزي للاطمئنان على المصابين، أن الحريق اشتعل بعربات القطار بسبب انفجار موقد بوتاجاز في بوفيه إحدى العربات بالقطار، وامتدت النيران إلى باقي العربات. وقال إنه خلال نصف ساعة من الحادث انتقلت جميع فرق الإنقاذ، وعلى رأسها 45 طبيبًا من وزارة الصحة، وأضاف أن الحكومة بكامل أجهزتها انتقلت إلى موقع الحادث، ومنها 90 سيارة إسعاف مجهزة و60 سيارة إطفاء، ورجال هيئة السكة الحديد وقيادات الشرطة والمحليات والصحة والشئون الاجتماعية. تعد حادثة قطار الصعيد التي راح ضحيتها أكثر من 361 مواطنًا، الأسوأ في تاريخ السكك الحديدية المصرية، أي منذ أكثر من 150 عامًا. في السياق ذاته، بدأت في القاهرة في 27 إبريل 2002 محاكمة 11 مسؤولاً بهيئة السكك الحديدية في مصر باتهامات الإهمال ما تسبب في حدوث أسوأ حادث قطار مصري أودى بحياة 361 شخصًا. أدت الكارثة إلى استقالة وزير النقل وقتها إبراهيم الدميري، كما أصدرت المحكمة حكمًا ببراءة المتهمين في القضية من جميع التهم الموجهة إليهم، وفي الدعوى المدنية برفضها وإلزام رافعها مختار علي مهدي بمصاريفها. وهم: علي محمد علي عامر (47 عامًا) مهندس ميكانيكي بورش أبي غاطس – محمد أحمد إبراهيم متولي (57 سنة) ملاحظ وردية بورش أبي غاطس – ممدوح حسن عبد الرحيم (53 سنة) رئيس القطار – فتحي راشد شحاته زيد (49 سنة) مشرف – شعبان فولي سالم عبد العاطي (48 سنة) مشرف – محمد محمود بلال عبد الله (52 سنة) مشرف – جمعة محمد علي حسانين (48 سنة) مشرف – أحمد يوسف إبراهيم على (45 سنة) مهندس الصندوق بالعربات العادية والمشرف على قسم الدفاع المدني بورش أبو غاطس – أمين محفوظ عفيفي محمد (59 سنة) رئيس قسم الدفاع المدني بورش أبي غاطس – محمود محمد إبراهيم الطويل (57 سنة) أسطى الطفايات بورش أبى غاطس – صابر إبراهيم عبد الرازق حبيب (43 سنة) مسئول الطفايات. جدير بالذكر أن الحكم صدر وتلي علنًا بجلسة 29 سبتمبر لعام 2002. وكانت النيابة العامة قد اتهمت المذكورين بأنهم في يومي 19 و 20 فبراير لعام 2002 بدائرة قسم شرطة الأزبكية ومركز شرطة العياط بمحافظتي القاهرة والجيزة بالتهم التالية: تسببوا بخطئهم في وفاة 361 شخصاً من ركاب القطار، وإصابة 66 من ركاب القطار نفسه، وإلحاق ضرر جسيم بأموال الجهة التي يعملون بها وكان ذلك ناشئاً عن إهمالهم في أداء وظائفهم وإخلالهم بواجباتهم. هذا و مازال إلى يومنا الحالي لم يقدم الجاني الحقيقي إلى العدالة،!!
Discussion about this post