” موجوعة أمِّي”
خمسون الفاً بالغياهب تختفي
والجرح ينزف والمشافي تكتفي
أرض الشآمِّ ترتوي من جرحنا
قد ملَّت الأرقام أضحت تُجْحفي
يا موتَ مهلاً كم تريدُ لفدية
إخواننا تقضي ونهمكَ يشتفي
أمَّاه كم ودَّعتِ من زهر الضنى
وملاك موت قد آتانا يصطفي
وقضاء ربَّي ما ثلٌ في أمرهِ
يقضي وينحر مايشاء ويستفي
كثرت محون الوصب في أرتالها
وتقاطرت كالمزن راحت تقتفي
ما عاد يبقى من ديار ربوعنا
في الأمس كانت شاهداتٌ تحتفي
رباه أرفق قد طغت أحزاننا
حتى الحجارة باكياتٍ تزرفي
يا محنةَ الدهر الكئيب ألا انجلي
قد فاضت الأحزان رفقاً تحرفي
رضيعُ أمي قد بكى في حضنها
إن جاء درٌّ سدًّ جوعا يُتْرفي
أثقال همي قد حنت من عبئها
أكبادنا والروح أضحت تنتفي
حتى الأخوة لم تكن في وعيها
في جوِّ هرجٍ واحتفالٍ تهتفي
لم يكتف النزف الأليم بجورهِ
حتَّى تجلَّى بالزلازل يعصفي
وجروحنا تبكي أليم مصابها
وجدارنا والسقف باتت ترتفي
رفعت كفي بالرجاء لرحمة
إن جاء عونك من قليلٍ نشتفي
يا مالكَ الكون الفسيح تولَّنا
الموت بالآلاف باتت تختفي
بيض الآيادي كم سعت في خيرها
الله يجزي من يمد ويسعفي
أمي كفاكِ بكاء ابن غادنا
قد غطَّت الوديان دمعكِ “فانشفي”
موجوعة أمي
مروان كوجر
Discussion about this post