الخريف الأخضر
ضِدَّانِ فيكَ تجاذباكَ طويلا
لِيُخَلِّفَاكَ القاتلَ المقتولا
قذفاكَ مِن شَطِّ اليقين لشَكِّهِ
فجَرَت حروفُك في الحوادثِ نِيلا
ضداكَ ذاك الطفلُ أنجبَ طاعناً
فمَلَكتَ مِن هذا و ذاكَ قليلا
و صَنَعتَ من هذا القليل سحائباً
تهمي فيبعثُ طَلُّهَا إبريلا
ما زال نيسانٌ بحرفك ضاحكاً
لكِنَّ قلبكَ يصطلي أيلولا
ما زلت تبتكرُ الربيع و همسه
و تظل تسمع للخريف صهيلا
ضداك ما بين العَصِيّ من الرؤى
أو بين ما أوَّلتهُ تأويلا
و دجاكَ يتبعه سناكَ و لم تزل
مهما كبرت على السنين الأولى
عُمرَانِ في عُمرٍ تعيشُ و حيثما
أحسست قِصرهما تُحِسُّ الطولا
عُمرٌ من الحزنِ العتيقِ و آخرٌ
كم دَقّ للفرحِ الوشيكِ طبولا
ضداكَ من وحي الخضارِ و ضدِّهِ
نفخاكَ من صُوْرِ الحنينِ رسولا
#عُمَر
Discussion about this post