في مثل هذا اليوم 10مارس2004م..
مجلس النواب الفرنسي يوافق على مشروع قرار يحظر ارتداء الحجاب أو أي رموز دينية أخرى في المدارس والمؤسسات الحكومية.
الحجاب، جرى حظره في مثل هذا اليوم من عام 2004، بعد أن وافق مجلس النواب الفرنسي على مشروع قرار يحظر ارتداء الحجاب أو أي رموز دينية أخرى في المدارس والمؤسسات الحكومية، وكان أول قرار من نوعه، وتأسس عليه الكثير من التضييقات على المحجبات في فرنسا بحجة مخالفة قانون العلمانية واحترام المجال العام للدولة.
بداية أزمة فرنسا مع الحجاب
في عام 2003، صدرت قرارات حكومية تتعلق بزي المرأة المسلمة في فرنسا، في ظل تخوفات فرنسية مستمرة من المساس بـ”قيم العلمانية الفرنسية”، وتبع ذلك سن القانون المثير للجدل بحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية والمدارس.
وتاريخ فرنسا مع التشريعات المرتبطة بالحجاب قديم، كما يقول الكاتب “جون بوين”، أستاذ الآداب والعلوم والباحث في الأنثروبولوجيا ومدير مبادرة التعددية والسياسة والدين بجامعة واشنطن، والذي ألف كتابًا بعنوان: “لماذا لا يحب الفرنسيون الحجاب: الإسلام، الدولة، والمساحة العامة”.
يبين بوين أنه من الصعب البحث في حاضر فرنسا بعيدًا عن تاريخها، حيث يرى أن للفرنسيين نزعة لمراجعة التاريخ لدى العمل على حل أي قضية راهنة، ويوضح بوين أن هناك تاريخًا طويلًا ومستمرًّا لعلاقة معقدة بين فرنسا ومجتمعات المهاجرين من أصول مسلمة.
أسباب خوف فرنسا من الحجاب
وتتخوف فرنسا منذ سنوات طويلة من تمويل بعض الجمعيات العابرة للحدود والتي تشرف عليها تيارات الإسلام السياسي مثل الإخوان والسلفيين من أجل تغيير هوية المجتمع.
لهذا السبب أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون وخاصة خلال مارثون الانتخابات الرئاسية الماضية في مواجهة ضعوط تيارات اليمين المتطرف نية الدولة الفرنسية التصدي لما وصفه بـ “الانعزالية الإسلامية”، الساعية إلى بناء نظام مواز وإنكار الجمهورية، معلنًا الخطوط العريضة لمشروع قانون مكافحة النزعات الانفصالية الذي يستهدف تحديدًا الإسلام السياسي.
الحريات الدينية في فرنسا
تضمن قوانين العلمانية الفرنسية الحرية الدينية لجميع المواطنين ولا تحتوي على أحكام بشأن حظر ارتداء الرموز الدينية في الأماكن العامة، باستثناء اللباس الذي يغطي الوجه بشكل كامل (النقاب)، والذي تم حظره في عام 2010.
لكن تمنع فرنسا موظفو مؤسسات الدولة من إظهار دينهم، وكذلك أطفال المدارس، لكن يرغب العديد من السياسيين اليمينيين في فرنسا توسيع القيود المفروضة على الحجاب، معتبرين أنه يدعم الإسلاميين ويهين القيم الفرنسية.
وخلال السنوات الأخيرة، اقترحوا منع الأمهات المصاحبات للأطفال في الرحلات المدرسية من ارتداء الحجاب، كما سعوا إلى حظر ملابس السباحة التي تغطي الجسم بالكامل والمعروفة باسم البوركيني.
الفرنسيون والحجاب
يعيش في فرنسا ما بين خمسة وستة ملايين مسلم، ما يجعل من الإسلام ثاني الديانات الكبرى في البلد ومن مسلمي فرنسا الأكبر عددًا في أوروبا، لكن المحجبات في فرنسا يعانين من أزمة كبرى في ظل التضييقات التي تمارسها السلطات لفرض الهوية الثقافية الفرنسية التي ترفض إبراز أي شعار ديني في الأماكن العامة، ولا تتعرض لها في الخاص. !!
Discussion about this post