وللبشر أيضًا.. أجنحة
………………………..
١/ كنت أفكر في كلمات معلمتى وأنا أسير في طريق العودة، و كعادتي وقفتُ هنيهة في الحديقة العامة التي أمر بجوارها كل يوم، بحثتُ في حقيبتي عن بعض المال فأخرجت لي لسانها، تأملت أزهار الحديقة فأشارت إحداها لي تبعتها ثانية وثالثة، لكن ما أدهشني حقًا هي تلك الزهرة البديعة التي نَمَت بجوار السور في جانب مهمل تعافر الأشواك في صبر.. كم تشبه أمي!. قطفتُ واحدة ومضيت
ـ أمي كل عام وانتِ بخير اليوم هو يوم المرأة العالمي
نظرت إليّ مستغربة ثم أكملت عدّ حصيلة يومها قبل أن تخبرني أن عليّ أن أتحمل حذائي القديم ليومٍ آخر.
٢/ سار بخطوات واثقة تتبعه عينا جدته ودعواتها، أمسك الميكرفون في ثبات
ـ اليوم ألقي عليكم كلمة الصباح بعنوان « والدي الشهيد ».
كانت تلك الغصة في قلبه ترتوي بدمعةٍ لا يراها سواه لكنها كانت تمده بالكثير من الكلمات التي أطلقت العنان لدموع زملائه ومعلميه، على مقربةٍ منه كان هناك قلبان ينظران إليه بحب
ـ الأيام تمر سريعًا، أترى كم يشبهك!
ـ أجل، صوته يرن بقلبي لكن تلك الغصة تقلقني.
ـ لا تقلق أنا أثق بقدرته.
وكأنه سمعهما نظر إلى السماء وابتسم.
٣/ مازال الطريق طويلًا إلى هناك، قلبها مضطرب، أخيرًا وصلت وقبل أن تطرق الباب انفتح على مصراعيه، شهقت؛ ما هذا الجمال! وماذا تفعل هنا؟ تلفتت حولها، مَن القادم من بعيد؟
ـ أمي لقد وصلت.
استيقظت وهي تناديه، جلست، تأملت صورته بجانبها، حضنتها بقوة ثم تناولت بعض الماء يروي جفاف حلقها ويبرّد حمى القلب.
………………….. # إيمـان علي
10/3/2023
اللوحة للفنان القدير.. حسين نوح
Discussion about this post