رجال من وطني ..
/الاستاذ عدنان ابو ناصر /
( بمناسبة عيد المعلم )
هي دمشق استيقظت باكرا جدا على صوت ذاك الطائر وهو يشدو ..
يا مال الشام ياالله يا مالي .
كانت السماء حبلى بالياسمين وكان عدنان يرمق إليها فوق سجادة صلاته في محرابه.
استغفر ربه ووقف لبرهة و خطى خطوتين لامس شباك غرفته ..
فتحه ..
استنشق ما تنفسته دمشق وفجرها ..
نظر إلى صدى ذاك الصوت وما زالت تيك دموع تقف بباب عينيه ..
لاح بيده شماااالا .. شمااالا ..
حلب تمط رأسها لتلقي السلام عليه .
فرد السلام عليها ..
يا رايحين ع حلب
قلبي معاكم راح
يا محملين العنب
فوق العنب تفاح ..
حلب كان صدرها يحمل اجمل عقد من الطيبات ..
كانت تستيقظ فجرا لترد السلام على دمشق .
ودمشق كانت تسلم على اخوتها فردا فردا .
ترتفع كل الأيادي في لحظة واحده ميعاد صلاة الحب بين الشقيقات..
تلك طعم فمها ساحلي واخرى شمالي والأخرى بطعم الفرات والأخرى جبلية بني معروف في صدرها تنام .
كانت دمشق حليب ثدييها بطعم الياسمين ورضابها ماء زلال تحمم في بردى .
كان عدنان يحمل ما خبأته السنين في عبه وصدره من حب دفين لكل تيك شقيقات ويدونه من حبر قلبه ليطعم قلوب طلابه ثريد حب لدمشق .
هي الامانه التي شربها بقنينة اخلاص من يد والده لم يخونها ..
كان مخلصا مع أبناءه الطلبه من أقصى الجنوب إلى أقصى درب حلب ومشيت .
وزع جل أنفاسه وما تحمل من حب وعطاء لطلابه بدون فتور .
مفتاح أية نفس الفم والعين ..
كان مفتاح ذاته إبتسامة راضيه وعيون تملؤها المحبه لبلده وابناءه وطلابه .
يوما ما نضب بردى فقد رش السم في عيونه الحاقدين وكسروا ضلوع قاسيون ودمشق بتروا يدها تيك التي كانت تسلم بها على اخواتها وتلوح لهم ..
فيأتي صوت خفي ..
لا تندهي ما في حدا ..
كل اخواتك سرقها اللصوص وصعاليك هذا الزمن ..
هو عروة بن الورد كان صديق يوما ما لعدنان ..ما الذي حوله لقائد الصعاليك ..
إنها قلة الوفاء .
دخان .. نار .. ضباب،.. فوضى ..قلق ..
قال له عبد الحليم حافظ..
ضاع
ضاع
ضاع
..
راح ..
راح ..
خد قلبي وراح
خد كل أحلامي
كل ايامي ..
راح ..
حمل كل ذلك الضاع عدنان بعينين متعبتين وطار لفيينا عسى أن يجمع تلك الاخوه عن طريق ابناءهم الذين ضاعوا ..
معلم
مربي
لملم أشلاء القهر والخذلان والضياع من جل نفوس اهل بلده ورماه بعيدا ..
لم يتوانى فما زال طعم حليب دمشق في فمه وصوت درب حلب في قعر ذاته ..
فجمع كل الأحبه المنتشرين فوق أصابع فيينا ولملمهم ليشربوا كأسأ من نبيذ بردى الذي خبأه في روحه ليجمع الأمل الهارب من افئدتهم في قارورة المحبه ليشربوا نخب أن سوريه لن تموت .. مريضة لكن لن تنفجر وتتلاشى ..
هو الياسمين يذبل لكن لن يموت .
الأستاذ عدنان وأمثاله لا يألون جهدا بأن يسقوا جل الأرواح ماء الأمل.
جمع كل الأحبه من كل المحافظات حتى من البلدان العربيه الأخرى تحت سقف الأمل وأسس تواصل وشبكه من شرايين عمل بالتعاون مع كل الاطياف كي يقولوا لدمشق ..
وقاسيون ..
يا جبل البعيد ..
خلفك حبايبنا
قلوبنا
عيوننا
تاريخنا
لا تقنط انا عائدون ..
هي ومضة ريثما ينتهي عدنان من تصفيف شعر الاخوه التي نثرتهم أصابع الفوضى ..
فقط ريثما تلتئم الجروح التي غرزتها أصابع غريبه .
كل عام وكل المعلمين في وطني بخير ..
كل عام وعدنان ابو ناصر
المربي الجميل في وطنه
وفي الغربه بألف خير
Discussion about this post