رائحة أمي أذكي عطور العالم
ذكريات فريدة الحسيني
مازالت رائحة أمي عالقة في كل شيء مازال دولاب ملابسها كما هو برائحة العطر الذي كانت تحبه وخمارها الذي تفوح منه رائحة المورد التي كانت تنثرة عليه
كلما تذكرت الأشياء التي كانت تصنعها أمي من أجلنا ونحن نستخدمها دون أن نشعر أنها تعبت كي تصنعها لنا .
أتذكر وانا عائدة من المدرسة الي المنزل أشم رائحة الطعام تقابلني عند مدخل البيت وأجري علي الأواني اكشفها كي أتذوق الطعام وهو علي النار من شده الرائحة الشهية .
أتذكر في المناسبات الحلويات التي كانت تصنعها لنا ومع فوز الاهلي علي الزمالك وهي تصنع الأرز بالحليب وتوزعه كان له طعم خاص .
أتذكر الإعدادات البسيطة التي كانت تعدها لشهر رمضان الكريم وماكانت تشتكي ألما وهي واقفة طوال الوقت تعد الطعام وفي الأعياد وتجمعات الأحبة
أتذكر الليالي الباردة وهي تدفيء المنزل بكل شيء وتجهز بعض المشروبات الساخنة وطعام العشاء وتحاوطنا هي وأبي يقصوا علينا بعض الذكريات .
كبرت أمي ولم تعد قادرة علي صنع الطعام وكانت تحزن علي نفسها لأنها كانت تصنع الطعام بحب لنا وللجميع كانت تطعم القريب والغريب بكل حب
أتذكر يوما قالت لي يوما ما سأذهب وتبقي الذكريات لكم وبالفعل ذهبت أمي وبقيت الذكريات الطيبة ورائحتها في كل مكان كلما استنشقت اي رائحة أتذكر أمي
أتذكر حينما كنت استقيظ ليلا علي صوتها وهي تصلي جالسة تدعي لي ولإخوتي .
كانت تقول لي عندما أذهب أعطي إخوتك من ملابسي وتصدقي بالباقي فأنا أعرف أنك لن تلبسي من ملابسي الفضفاضة فكان أول شيء افعله عندما ماتت هي إرتداء ملابسها كي أشم رائحتها .
أصبحت غنية ياأمي غنية بالذكريات الطيبة .
فكنتي أنتي وأبي رحمكما الله تسعوا لتربيتنا وكل منكما يضع بصمتة الطيبة .
اكتشفت أن أذكي رائحة هي رائحة من نحب
رحمك الله يا أمي بما صبرتي
Discussion about this post