نص من رواية”أحبها بلا ذاكرة” للروائي التونسي : الأمين السعيدي
عدنان: أنا هو المجنون…
النادل:أنت متهكم ولكنك صادق.
عدنان: أيها النادل الجميل ان بطني يؤلمني وعقلي يقلقني، أما قلبي فلم يعد مبصرا. أحب ثلاث:الخمر والنساء والأكل، أنا واحد من الشعب، لم أدع الحكمة يوما، إنها الصقت بي منذ عرفت حانة لينفار، أين يتجمع الحمقى…
النادل:أنت تعارض الرئيس، تظن أنه كمن سبقه في الحكم… وهو صادق في خدمة الشعب وتطهير البلد من اللصوص وهذا لا يتعارض مع حكمتك وحبك للخير وسعادة الناس ولكنك أخطأت، لا أحد يملك الحقيقة ويقبض النور بين يديه، واني من أنصارك يا عدنان…
عدنان:لا تفعل، إتبع الرئيس
النادل: أنت رأس الحكمة…
عدنان:بطني أيها النادل…
النادل: دقيقة واحدة…
عدنان:ضع كأسين من زيت الزيتون.
النادل: حاضر يا عدنان…
يصيح أحد الزبائن:أيها النادل، الناس تزدحم في الباب وأنت منشغل بهذا المجنون، إنه من العصابة التي تعمل ضد الرئيس والوطن،لو كنت في مكانك لأطردته من المطعم…
عدنان، (ينظر ويصمت)
النادل:هو حكيم، عالم وأنت منحرف جاهل، لو لم يكن هذا المحل لاشباع البطن بمقابل لهشمت على رأسك المسكون بالغباء كل هذا البيض…
الزابون: حسنا، سانتظرك بعد الانتهاء من العمل.
النادل: افعل ما أنت قادر عليه الآن…
عدنان:صلوا على النبي
الزبون: وهل تعرف أنت الرسول والله؟
عدنان: الله خالق الكون،اني أحب الله.
الزبون: عملا بقول ذلك الملحد المنكر لنعم خالقه واهتداء به.
Discussion about this post