رائحة رمضان
هل ينتابكم هذا الشعور من قبل ؟
أعتقد ينتاب الكثير منا .
كم رائحته زكية ؟!
فمنهم من يشتمُّ عطره الزكي قبل شهر من قدومه ،ومنهم من يشعر به قبل إسبوع ،أو إسبوعين .
كم رائحته تجلب الانشراح في النفوس ، والسكينة في الصدور .
شعرت بها منذ عدة أسابيع .
يالروعة هذا الشعور !
ذاك الشعور الذي أعادني إلى مرابع الطفولة ؛ليحيط بنا، ويلفّنا برحمته من كلّ صوب .
أشعر معه بلذّة كلّ شي ؛ عند السحور عندما أترجى أمي ، لأتسحر معهم وأنا لازلت صغيرة ، ومع إعداد موائد الإفطار، وروائحها التي تعمُّ الأزقّة، والشوارع ؛ حيث يسكب كل بيت منه من مائدته لجيرانه ، فتتساوى فيه الموائد ، فالخير معه وفير ،
ولن أنسى شعوري به مع أصوات المآذن الشجي
وقت الإفطار .
بركاته عجيبة ،وغريبة يزداد العطاء، والحب، والرحمة في حضرته ؛ هذه النفحة الإلهية التي تميّزه عن باقي الأشهر .
فكم اشتقنا لها، وانتظرناها .
أتمنى مع قدومه أن تسري هذه الرحمة في قلوب تجّارنا ، لتصحو معها تلك الضمائر وذلك الوجدان ، وعدم احتكار المواد ورفع الأسعار التي أنهكت ذلك المواطن المسكين الذي أثقلته
المتاعب ،والهموم في ظلّ ظروفه، وأزماته، والكوارث المحيطة به .
لعل بقدومه تحلّ الطمأنينة ، ويكون السلوى لكل من فقد أحبابه .
فأهلا بك يا شهر الخير والبركات ؛
ببركاتك ، ونفحاتك ، ورحمتك ، وسكينتك
يا رفيق طفولتي
فكم أشتاقك .
بقلم ” أمل السودي ” سورية “
Discussion about this post