فى مثل هذا اليوم 23مارس1918م..
ألمانيا تطلق بواسطة «مدفع برتا» أولى القذائف باتجاه باريس للمرة الأولى وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى.
بدأ القتال في الجبهة الغربية بغزو ألمانيا للوكسمبورغ وبلجيكا في عام 1914، ثم السيطرة العسكرية على المناطق الصناعية المهمة في فرنسا. كانت الحرب سجالًا في الجبهة الغربية، بدءًا من انتصار الحلفاء في معركة المارن الأولى، وبعد ذلك، حفر كلا الجانبين خطاً متعرجاً محصناً من الخنادق لتبدأ حرب الخنادق. امتد خط الخنادق من بحر الشمال إلى الحدود السويسرية مع فرنسا، وظل هذا الخط ثابتًا لم يتغير معظم أيام الحرب.
بين عامي 1915 و1917، كانت هناك عدة هجمات كبرى على هذه الجبهة، شملت هذه الهجمات استخدام القصف الشديد بالمدفعية وهجمات المشاة الشاملة، إلا أن استخدام المدافعين للرشاشات والأسلاك الشائكة والمدفعية ألحقت خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين والمدافعين الذين يقومون بالهجوم العكسي، ونتيجة لذلك، لم يحدث أي تقدم ملموس. وفي محاولة لكسر الجمود، شهدت هذه الجبهة إدخال تقنية عسكرية جديدة، بما في ذلك استخدام الغاز السام والطائرات والدبابات، وقد أدى ذلك كله إلى تحرك نوعي في الجبهة.
ومع أن الموقف كان جامداً في هذه الجبهة، إلا أنها كانت حاسمة. وقد أقنع تقدم قوات الحلفاء سنة 1918م القادة الألمان أن الهزيمة أمر لا مفر منه، واضطرت الحكومة الألمانية أن تعرض الهدنة على الحلفاء.
انتهى مؤتمر باريس للسلام في عام 1919، وقد نتج عنه معاهدة فرساي، وكان القتال الذي دار على هذه الجبهة قد استمر من 4 أغسطس 1914 إلى 11 نوفمبر 1918. إن إجبار ألمانيا وحلفائها على تقديم تنازلات كانت بمثابة النواة للحرب العالمية الثانية.
باءت التحركات الفرنسية بفشل ذريع، وكان الهدف من الخطة الهجومية الفرنسية استعادة الألزاس واللورين، وفي 7 أغسطس هاجمت الفرقة العسكرية السابعة عشر الفرنسية الألزاس للاستيلاء على مولهاوس وكولمار. وبدأ الهجوم الرئيسي في 14 أغسطس بالجيشين الأول والثاني في لورين ، وانسحب الألمان ببطء بينما لحقت بالفرنسيين خسائر فادحة. تقدم الجيشين الثالث والرابع الفرنسي نحو نهر سار وحاولوا الاستيلاء على ساربورغ، وهاجموا على بريي ونوفشاتو، قبل أن يجبروا على العودة. استولى الفيلق السابع الفرنسي على ميلوز بعد اشتباكات وجيزة في 7 أغسطس، ولكن قوات الاحتياط الألمانية أجبرتهم على التراجع في معركة ميلوز. تكبد الفرنسيون خسائر فادحة بين قتلى وجرحى (300 ألف تقريبا)، ثم أعادت فرنسا توجيه جنودها نحو الشمال (بعد حدوث الكارثة) وذلك حتى تتمكن من صد التهديد القادم من بلجيكا.
كانت نوايا الألمان تتجه نحو اكتساح غربي باريس وبذلك تستطيع محاصرة المدينة. وكانت المقاومة الموجودة في بلجيكا وشمالي فرنسا كافية لحصر اندفاع الألمان في شرق العاصمة. إلا أنه وفي يوم 3 سبتمبر وبعد شهر من الغزو وفي وقت مناسب طبقاً لخططهم، عبرت القوات الألمانية نهر مارن. وقد انتقلت الحكومة الفرنسية إلى بوردو كإجراء احتياطي خشية سقوط باريس.
كان الألمان على بعد 20 ميلا من العاصمة عندما واجهوا قوات فرنسية تصدهم وتعوق تقدمهم، وخلال أربعة أيام من القتال في مارن (5-8 سبتمبر) تم دفع الجيش الألماني إلى شمال النهر.
كان هذا التراجع يعني انهيار خطة شليفن في الغرب، فقط كانت الخطة تعتمد على نصر سريع على فرنسا. كما أن الخطة قد أظهرت فشلاً أيضاً في الشرق حيث أخذ الروس تقدماً مبكراً.
نبهت هذه المحاذير رؤوس القيادة العليا في ألمانيا في أواخر شهر أغسطس، فقامت بنقل أربع فرق من بلجيكا إلى الجبهة الشرقية، وبالتالي أصبح الجيش المتجه إلى مارن أقل من المطلوب. كما أنه معرض للخطر أكثر مما يجب، حيث كانت خطوط الإمداد الألمانية غير قادرة على مسايرة التحرك السريع للجيش جهة الجنوب.
ومع حدوث كل ذلك التغير، هرعت القوات الألمانية إلى الخلف إلى نهر آيسن لإعادة التجمع. ثم تحركت مرة ثانية جهة الغرب لتحاول للمرة الثانية أن تلتف حول جيوش الحلفاء.!!
Discussion about this post