من قتل سليماني ؟
وفقا لتسريبات عبد المهدي !
حسين الذكر
( في عصرنا لا يوجد شئ اسـمه بعيداً عن السياسة ، كل القضايا هي قضايا سياسية ) . جورج اورويل
بدايات الشباب قرات كتيب بعنوان : ( فن الدبلوماسية ) .. نهمته حتى رسخ ببواطني اذ قارن المؤلف بسخرية بين المراة والدبلوماسي :
( حينما يطلب الرجل ترفض المراة بشدة .. ثم يلح وصالها فتتغنج ب ( لا ) .. ثم يرفق توسلاته بهدية لتتميع بمخارجها . فمتى ما قالت نعم ، خرجت من كونها امراة .. الدبلوماسي يفاوض باصعب الملفات ، فيقول ، ساحاول ، ثم يتهرب قائلا : سابلغ الجهات العليا .. ثم يستشعر ضغط طاولة المفاوضات وتعقيد الملفات .. فيتنحنح ويستنشق زافرا ويرمي الملف على عاتق وزارة الخارجية . فمتى ما قال لا .. خرج من كونه دبلوماسيا ) .
قرات تعليقا أمريكيا حول الاتفاق السعودي الإيراني في بكين جاء فيه : ( لم يكن لنا علما مسبق ولم يؤخذ رأينا في ذلك ) .. كل مثقف وقاريء للتاريخ ممن يمتلك ابسط مقومات الوعي لا يمكنه الاقتناع بهذا التصريح .. وفقا لقاعدة : ( من لا يرى بالغربال اعمى .. ) !
في 2019 وصل السيد عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق والوفد المرافق له الى العاصمة الصينية بكين موقعا عدد من مذكرات التفاهم المرتبطة باعادة اعمار العراق وسبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية . بعد تلك الزيارة المثيرة للجدل بايام معدودة خرجت مظاهرات عارمة تطالب بالإصلاح واسقاط الحكومة .. واستمرت مدة وقع فيها عدد كبير من الشهداء وكلفت خسائر مادية ومؤسساتية كبيرة اثرت على الملف الاجتماعي والأمني والاقتصادي والثقافي .. وقد قامت الولايات المتحدة الامريكية خلال تلك المدة باستهداف موكب القائدين ( قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ) ورفاقهما .. وقد تبنت أمريكا العملية رسميا وسريعا وعلنا … وعلى لسان الرئيس الأمريكي ( ترامب ) في حالة نادرة جدا بالسياسة .
ما جعلني استعيد ذاكرة تلك الأيام السوداء التي كادت تحرق العراق والمنطقة لو لا فضل الله وحكمة الخيريين .. ما كتبه مؤخرا الأستاذ عادل عبد المهدي بمناسبة توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين ، تحت عنوان : ( لا تبخسوا الناس اشياءهم ) ..
جاء فيه : ( كنت في زيارة رسمية للصين في 19 – 9- 2019 .. حينما اتصل بي سليماني طالبا التوسط بين ايران والسعودية مضيفا قبوله المهمة بعد ان وجد فيها فرصة انعكاسها إيجابا على العراق والمنطقة .. وقد بلغت الجانب السعودي الذين سألوني عن الجهة التي طلبت ذلك .. فقلت لهم سليماني .. ( فرحبوا ) .
بعد اخذ وعطاء بين الجانبين وباشراف مباشر من سليماني قدمت المقترحات السعودية بذلك الشأن الى سليماني الذي قال ساجلب الرد لاحقا بعد الاتصال بالقيادة الإيرانية .. وبقينا ننتظر – كان ذلك قبل أسابيع من اغتياله – فلم اسمع بعدها رد لتازم الأوضاع الداخلية في العراق اثر عملية الاغتيال التي طالت سليماني .. ثم تركي الوزارة أوقف كل شيء .
فيما كنت اقرا تعليق ساخر يقول : ( ان الشيوعيين نجحوا بعقد الصلح بين المسلمين السنة والشيعة ) .. تذكرت كلمات الجنرال الثائر الرئيس الفرنسي شارل ديغول : ( لقد توصلت الى نتيجة .. ان السياسة مـوضوع أخطـر بكثير من أن نتركه للسياسيين ) .
Discussion about this post