قصة قصيرة
طبق سَلَطة،
؛؛؛؛؛
كالعادة، تترك لي زوجتي المهام الصعبة .. ووتكفل هي بالسهل من الأمور، ورغم ذلك، لا تترك فرصة لاختلائي بذاتي إلا وتقتنصها لتعيد على مسامعي موشحها الدائم عن انشغالها بكل شؤون الحياة آناء الليل وأطراف النهار بينما أذهب أنا في الصباح للعمل وأعود عصرا لأستلقي على أريكتي (المسماه باسمي .. أريكة بابا) قبالة التلفاز، مقلبًا في قنواته، شاردا أمام شاشته لا أتابع شيئا بجدية. وتلعن تذمري من المهمتين الجللتين التي تكلفني بهما، إلقاء القمامة وعمل السلاطة، مضيفة جملتها الخالدة: لا تبرع إلا في التسويف والفلسفة (أو الفزلكة على حد قولها)
ربما كانت على حق ولكنني بالفعل لا أستطيع غير الفراغ، ما أمتع تأمل اللا شيء، والذي غالبا ما تقطعه هي بحوارها الذي لا يسعني خلاله سوى التزام الصمت والغوص في تساؤلي الدائم، هل أطلقها أولًا ثم أذهب في رحلة استجمام؟ أم أذهب أولا في رحلة استجمام وأطلقها حين أعود؟ أم أطلقها وأنا في رحلة الاستجمام؟ بأيهم أبدأ وبأيهم أنتهي؟،
وهكذا، أمسكت السكين وشرعت في أداء المهمة،
لفت نظري اليوم وجود حبة طماطم واحدة وثلاثة خيارات، ربما نفذت الطماطم، ولكن ما سر الثلاثة خيارات؟
هممت لسؤالها، ثم ابتلعت سؤالي قبل أن يفتح بابا جديدا من التقريع .. ربما طلبت مني أمس أن أشتري طماطم وهززت رأسي مومئا بالموافقة، بل وربما رددت عليها بالفعل بأنني سأذهب لشراء الطماطم وأنا لم أسمعها في الأساس،
الطيب أحسن
قربت المصفاة تجاه الطبق وأمسكت بحبة الطماطم لأبدأ بها،
لا أدري كم مر من الوقت قبل أن أسمع صياحها بجوار أذني مباشرة: بالله عليك.. بالله عليك.. أقسمت عليك بكل يمينٍ سمعت به من قبل أو لم تسمع .. أعددت المائدة كاملة وأنت شارد، تمسك حبة الطماطم في يد والسكين في الأخرى .. فيم تفكر، فيييييييييمااااااااا تفكر؟
فرددت عليها: في الثلاث خيارات، بأيهما أبدأ؟
؛؛
تمت
محمد الشحات
٢٦ مارس ٢٠٢٣
Discussion about this post