الحرية من منظور جندري
حرب باتجاه واحد وخاسر واحد
———————————–‐—-
المرأة عندما تتعمد تعذيب نفسها ( جلد الذات) كرد فعل على حرية لم تتمكن من جمع خيوطها على أرض الواقع ، تثور وثورتها فاشلة ، فتضطر للقصاص من نفسها بتعذيبها وكأنها الخاسر بضحكة صفراء مجلجلة ممزوجة بالدمع
هذا هو ماحصل مع بطلة أقصوصتنا…
حرب نفسية خاسرة والسبب ( الحرية) التي لم تنلها ..
لكن ماهي الحرية :
———————-‐
هي التمكن من فعل أي شيء يريده الشخص والتصرف بشؤونه الخاصة بإرادته الذاتية بعيدا عن سيطرة الآخرين ، بشرط عدم الاعتداء ، وبعبارة أخرى وبين قوسين ( المساواة بين الرجل والمرأة)
حرية التعليم/ تحرر من العنف الجسدي واللفظي/ حرية سياسية/ اجتماعية من العادات والتقاليد والموروثات/ حرية اقتصادية بعيدا عن سيطرة الآخرين لكن مع حفظ الكرامة طبعاً…
الكاتبة هنا عندها الحرية لها مذاق آخر مختلف هو مزيج من كل ذلك وبالإضافة للرفض الواضح ، حتى أنها نسفت النظرية وخلطت كل الأوراق…
باتت عبثية في تصرفاتها
تكسر / تحطم/ تهمس/ تصرخ/ ترقص/ تأكل/ ووووتقتل ربما
سبب هذا الجنوح المضطرب هو المجتمع الصامت المراقب دون دور ، حتى الأب لم تستطع أن تتقمص استقامته( أن تكون ذكرا) فأزالت اعوجاجها بالعنف بالسكين
هذا الدم النازف هو دليل ألمها ونجاح فعلتها لكن دون أن تحقق شيئا في مسيرتها تجعلها ترتقي درجة أعلى
فالمحيطين في الأسفل والأعلى هم مجرد أشباح كما المتفرجين في مسرح الهواء الطلق ، حضور باهت لادور له..
الاسلوب المسرحي وتفوقه :
——————————-‐–
صديقتي الأستاذة سماح وقد قلتها أكثر من مرة تعتمد السرعة والحركة في جل كتاباتها …
القارئ يجد لذة ومتعة في متابعة سطورها السريعة وجملها القصيرة حتى كأنه يسير معها كتفا بكتف ويلهث بعد أن ينتهي…
أقرب الأنواع لهذا النمط هو مزيج ما بين نوعين مسرحيين ( المسرح الصامت الإيمائي / مسرح البطل الوحيد)
حضرت عدة مسرحيات مماثلة تتكون من فصل واحد أو مشهد وحيد إما البطل يعبر عن فكرته بصمت أو بأفعال وأقوال سريعة ، يعتمد بذلك أسلوبا معينا لإيصال فكرته وإقناع الحضور، ولو كنت أرجح كفة الصامت أكثر ، كون النص اعتمد على الحركة الكثيرة بأفعال سريعة …
في الخاتمة لم تبرر فعلتها ، ولن تبررها فقد تعذبت بمافيه الكفاية ، لكن أيضا لم يظهر حل يجعل هذه النوبة الغاضبة تفضي إلى نتيجة مقنعة ، هي نوبة غضب وفقط …
دام إبداعك أ. سماح رشاد
النص
=====
أللحرية مذاقٌ آخر ؟!
أكلت كتابين ليلا، حدثت غريب نهارا، وزعت بسمات على المارة، توقفت عن الحديث معك، محيتك، شربت الشاي دون سكر، ارتديت الأسود دون موت أحدهم، لعقت النوتيلا من أصابعي، جلست بزواية الظل، حرقت الرسائل، على صوتي، ناديت، صرخت، صمت..ثرثرت، لن أبرر لأحد ولا تبرروا، لم أنم ليلا، نظرت للسقف، نزعت بطاريات الساعة، أغلقت النافذة حين حاول النسيم أن يمر، لن يذهب الياسمين لمكان، أغلقت كل الأبواب في وجه الأفكار حتى لا تعبر خلالي، لا أعرف الرسم ولكن لطخت جدراني بألوان رمادية، أدع الصنبور ينقط لا أغلقه لأسمع سيمفونية الليل والفراغ، أربت على كتف وسادتي
” فلتتحمليني ” كسرت عدة أطباق قصدا لأشعر نشوة لا تضاهى، ثم وشوشت دفترًا بكلمتين في أذنه ودسسته تحت سجادة الغرفة ، وصمتُ برهة وعدت لتكسير الأكواب لأصنع كومة من الحطام راقت لي سرياليتها، ثم عاودت الصراخ صمتًا وجهرا، تذكرت أني ضلع أبي المعوج وهو يشتكي أعوجاجي وأنا أشتكي ألم استقامة أضلعه، فنزعت ألمي ونشوز أبي، تسللت، إلى الدرج بالخارج نظرت لأعلى وأسفل رأيتهم ينتظرون خبرا، لكن لم يدق أحدهم بابي ليسأل، فلن أشفي انتظارهم ولن أفسر سبب تساقط الدماء من يدي ومن ابتسامتي، أملك جسدي وأفكاري وأفعالي ولن أبرر قراري بالموت والحياة بالحياة.
#سماح_رشاد
رمضان مبارك عليكم جميعا
Discussion about this post