فى مثل هذا اليوم31مارس1917م..
الولايات المتحدة الأمريكية تستحوذ على جزر الهند الغربية الدنماركية بعد دفع مبلغ 25 مليون دولار إلى الدنمارك وتعيد تسميتها إلى جزر العذراء الأمريكية.
جزر العذراء الأمريكية (بالإنجليزية: United States Virgin Islands) وتختصر USVI، واسمها رسميا جزر العذراء التابعة للولايات المتحدة (بالإنجليزية: Virgin Islands of the United States)، هي مجموعة من الجزر في منطقة البحر الكاريبي وهي منطقة جزرية في الولايات المتحدة. تتبع الجزر جغرافيا أرخبيل جزر العذراء وتقع في جزر ليوارد في جزر الأنتيل الصغرى.
تتكون جزر العذراء الأمريكية من الجزر الرئيسية سانت كروا، سانت جون، سانت توماس، والعديد من الجزر الصغيرة المحيطة الأخرى. وتبلغ المساحة الإجمالية للأراضي 133.73 ميلا مربعا (346.36 كم مربع). عاصمة الإقليم هي شارلوت أمالي في جزيرة سانت توماس.
كانت تدعى سابقا جزر الهند الغربية الدنماركية عندما كانت جزءا من مملكة الدنمارك-النرويج وبيعت إلى الولايات المتحدة من قبل الدنمارك في معاهدة جزر الهند الغربية الدنماركية لعام 1916. وتصنفها الأمم المتحدة كإقليم غير متمتع بالحكم الذاتي، وهي حاليا إقليم منظم وغير تابع للولايات المتحدة. وتنظم جزر العذراء الأمريكية بموجب القانون الأساسي المنقح لعام 1954 لجزر العذراء، وعقدت منذ ذلك الحين خمس اتفاقيات دستورية. وقد رفض الكونغرس الأمريكي في عام 2010 آخر دستور تم وضعه (والوحيد الذي تم تقديمه)، الذي اعتمده المؤتمر الدستوري الخامسة لجزر العذراء الأمريكية في عام 2009، والذي حث المؤتمر على الانعقاد لمعالجة مخاوف الكونغرس وإدارة أوباما مع الوثيقة المقترحة . وقد اجتمع المؤتمر الدستوري الخامس لجزر العذراء التابعة للولايات المتحدة في أكتوبر 2012 لمعالجة هذه المخاوف، ولكنها لم تتمكن من إصدار دستور منقح قبل الموعد النهائي المحدد في 31 أكتوبر.
بلغ عدد السكان 106,405 نسمة في عام 2010، ومعظمهم من أفارقة الكاريبي. وتشكل السياحة والفئات ذات الصلة النشاط الاقتصادي الرئيسي، حيث توظف نسبة عالية من القوى العاملة المدنية غير الزراعية التي بلغ مجموعها 42,752 شخصا في عام 2016. (بلغ مجموع القوى العاملة غير الزراعية 48,278 شخصا). وشكلت وظائف القطاع الخاص 71 في المائة من مجموع القوى العاملة. وبلغ متوسط راتب القطاع الخاص 34,088 دولارا، وبلغ متوسط راتب القطاع العام 52,572 دولارا.
وفي تقرير صدر في مايو 2016، تم تصنيف حوالي 11,000 شخص على أنهم يشاركون في بعض جوانب الزراعة في النصف الأول من عام 2016، ولكن هذه الفئة تشكل جزءا صغيرا من الاقتصاد الكلي. (تمتلك الجزر قطاعا كبيرا لتصنيع الرم). في ذلك الوقت، كان هناك ما يقرب من 607 وظائف في مجال التصنيع و 1,487 وظيفة في مجال الموارد الطبيعية والبناء. وكانت الحكومة هي أكبر صاحب عمل. في منتصف فبراير 2017، واجه الإقليم أزمة مالية بسبب مستوى الديون المرتفع جدا قدره مليارين من الدولارات وعجز هيكلي في الميزانية قدره 110 مليون دولار.
خلال العام 1917، أبرمت الولايات المتحدة الأميركية صفقة مع الدنمارك حصلت إثرها على ملكية عدد من الجزر المعروفة حالياً بجزر العذراء، والموجودة ضمن قائمة جزر الأنتيل الصغرى ما بين بحر الكاريبي والمحيط الأطلسي. تضمنت هذه المنطقة التي حصلت عليها الولايات المتحدة جزيرة سانت كروا وسانت توماس وسانت جون إضافة لعدد من الجزر الصغيرة الأخرى.
مع قدومه لجزيرة سانت كروا (Saint Croix)، التابعة لجزر العذراء حاليا، سنة 1493، التقى المستكشف الإيطالي كريستوف كولومبوس (Christopher Columbus) بعدد من السكان الأصليين الذين سرعان ما هاجموه ليشهد العالم بذلك واحدة من المعارك بين العالم القديم والعالم الجديد.
مع تواصل توافد المستكشفين والمستعمرين الأوروبيين، فارق أغلبية السكان الأصليين الحياة بسبب الأوبئة والأمراض التي انتقلت إليهم من العالم القديم.
فيما تنافست كل من بريطانيا وإسبانيا على مدار عقود على ملكية عدد من هذه الجزر قبل أن تتمكن شركة الهند الغربية الدنماركية من الحصول على جزيرتي سانت توماس وسانت جون الخاليتين من السكان خلال سبعينيات القرن 17 وشراء جزيرة سانت كروا من الفرنسيين عام 1733 مقابل 750 ألف جنيه.
انطلاقا من ذلك، عمّرت الدنمارك ما بين القرنين 17 و18 هذه الجزر الثلاث التي لقبت بالهند الغربية الدنماركية، وأجبرت العبيد الأفارقة على العمل لساعات طويلة بالمزارع محققة أرباحا خيالية من تجارة منتوجات عديدة كالسكر.
أيضا استمرت الدنمارك في جني مبالغ هامة من الهند الغربية الدنماركية لحدود أربعينيات القرن التاسع عشر، حيث فقدت هذه الجزر مكانتها تزامنا مع انهيار أسعار السكر.
خلال شهر تموز/يوليو 1848، ثار الأفارقة بجزيرة سانت كروا على العبودية فكسبوا حريتهم واتجهوا عقب ذلك لاستغلال المزارع والأراضي القديمة في بعض الأنشطة الفلاحية التي اعتبرت متخلفة ومتأخرة مقارنة بعصر الثورة الصناعة.
حسب السجلات الوطنية، واجهت الدنمارك بداية من أواخر القرن 19 مشاكل مالية جمة لإدارة شؤون هذه الجزر وهو الأمر الذي لفت نظر الأميركيين حيث تحدث المسؤولون الأميركيون عن الفوائد الاقتصادية لهذه الجزر، كما أكدوا على ضرورة الحصول عليها لحماية الأمن القومي للبلاد بسبب تخفوهم من إمكانية حصول قوى معادية عليها مستقبلا.
بدأت أولى المفاوضات بين الأميركيين والدنماركيين حول مستقبل الهند الغربية الدنماركية سنة 1865 تزامنا مع نهاية الحرب الأهلية. وتزعّم وزير الخارجية الأميركي وليام هنري سيوارد (William Henry Seward) المفاوضات مع الجانب الدنماركي ليجد نفسه أمام طريق مسدود سنة 1867 عقب رفض مجلس الشيوخ الأميركي للصفقة بسبب الشعور المعادي للسياسة التوسعية حينها وصفقة ألاسكا وغضب عدد من النواب من سيوارد لمساندته للرئيس أندرو جونسون (Andrew Johnson).
أواخر القرن 19، استهل الأميركيون والدنماركيون المفاوضات مجددا حول مستقبل الهند الغربية الدنماركية خاصة مع نجاح الولايات المتحدة الأميركية في السيطرة على بورتو ريكو وغوام والفلبين عقب الحرب الأميركية الإسبانية. ومرة أخرى، فشلت المفاوضات بين الطرفين عقب رفض البرلمان الدنماركي لبنود الاتفاقية المقترحة سنة 1902.
في خضم الحرب العالمية الأولى وتزامنا مع حادثة إغراق السفينة لوسيتينيا (Lusitania)، تخوّف الرئيس الأميركي وودرو ولسن ووزير خارجيته روبرت لانسينغ (Robert Lansing) من إمكانية غزو الألمان للدنمارك ومهاجمتهم لجزرها الواقعة على مقربة من الأراضي الأميركية. وأمام هذا الوضع، لمّح لانسينغ إلى إمكانية قيام بلاده بغزو الهند الغربية الدنماركية لمنع وقوعها في قبضة الألمان في حال رفض الدنماركيون بيعها.
وأمام هذا الوضع، وافقت الدنمارك على إجراء مفاوضات مع الجانب الأميركي حول مستقبل الجزر انتهت بتوقيع اتفاقية يوم 16 آذار/مارس 1917 منح من خلالها الدنماركيون ما عرف بالهند الغربية الدنماركية للأميركيين مقابل 25 مليون دولار. ويوم 31 من نفس الشهر، سلمت الدنمارك هذه الجزر للأميركيين الذين أعادوا تسميتها بجزر العذراء الأميركية.!!
صورة لوزير الخارجية الأميركي وليام هنري سيوارد ..
Discussion about this post