في مثل هذا اليوم31 مارس 2019م..
انعقاد القمة العربية الثلاثين في تونس العاصمة..
القمة العربية الثلاثون أو قمة تونس. هي قمّة نُظمت في 31 آذار/مارس 2019 في تونس العاصمة في الجمهورية التونسية وتحديدًا في قصر المؤتمرات.
عُقدت القمّة السابقة في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية في الخامس عشر من أبريل/نيسان عام 2018. وكعادة كلّ القمم؛ فقد خرجت بعددٍ من القرارات لعلّ أبرزها ما يتعلقُ بوضعِ فلسطين بشكلٍ عام حيثُ نصّت على بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل كما طالبت دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل. وبالرغمِ من ذلك فإنّ معظم هذهِ القرارت لم تلقى تطبيقًا على أرضِ الواقع أو حتى نتيجة؛ بل ازدادت هرولة الدول العربيّة نفسها نحو التطبيع معَ الكيان الصهيوني ففي عامٍ واحدٍ فقط عُزفَ ما يُسمّى بالنشيد الوطني الإسرائيلي في الدوحة عاصمة قطر وفي أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الرباط عاصمة المغرب كما شاركت الدول الثلاث إلى جانبِ عددٍ من الدول العربيّة الأخرى على غِرار الكويت، السعودية، اليمن وسلطنة عمان وغيرها في مؤتمر وارسو الذي قيلَ إنّه يهدفُ لمكافحة المد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وقد حضرهُ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي جلسَ على نفسِ الطاولة إلى جانبِ رؤساء خارجيّة باقي الدول العربية وهي سابقة في تاريخ التطبيع معَ إسرائيل.
إلى جانبِ القضية الفلسطينية والتي تُعتبر إحدى أهم قضايا الشارع العربي إن لم تكن الأهم فعلًا فالدول العربيّة تمر من أزمات ومن انقسامات حادّة أثرت بشكلٍ مباشر وغير مباشر على باقي القضايا؛ فمن جهة أولى لا زالت الأزمة الدبلوماسية مع قطر تُلقي بظلالها على كافّة الأحداث وقد أثرت بطريقةٍ ما على القضيّة الفلسطينية بشكلٍ عام وقطاع غزة بشكل خاص حيثُ ظهرَ الانقسام القطري-السعودي جليًا من خِلال دعم الأولى لحركة المقاومة الإسلامية حماس مُقابل نبذها من قِبل الثانية والتي شنّ كُتّابها في وسائل الإعلام التابعة للحكومة هجومًا شرسًا عليها واصفينَ إيّاها تارةً «بالعميلة لإسرائيل» وتارةً أخرى «بالعميلة لقطر» أو حتى «العميلة لإيران». من جهة ثانية؛ فالوضعُ لم يتغيّر كثيرًا بالنسبة لباقي الدول العربيّة حيثُ لا زالت الحرب الأهلية السورية قائمة ويستعدُ الجيش السوري للسيطرة على آخرِ معاقل المعارضة المسلحة، فيما تسعى دول إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بالحكومة السورية على الصعيدين العربي والإقليمي، بعد انقطاع دبلوماسي استمر لسنوات إثر أحداث وتبعات الحرب. في هذا السياق؛ دعت حركة النهضة التونسيّة إلى القيام بمصالحة وطنية شاملة بين كل الأطياف في سوريا، ما يُمثل تغيرًا طفيفاً في سياسات الحزب الإسلامي الذي ظلّ على مدار السنوات الماضية يُقاطع الحكومة السورية لكنّه دعى إلى مشاركتها في المصالحة الوطنية. كما أن تحوّلاً قد طرأ على السياسة الأمريكية ودورها في عملية السلام، بعد إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وهو ما لقي معارضة دولية وإقليمية وعربية، ومخاوف من شرعنة الاحتلال الإسرائيلي المستمر لهذه الهضبة منذ حرب 1967، الذي يقوم وفق الأمم المتحدة بانتهاكات لحقوق سكان الجولان.
على المستوى السياسي أيضًا؛ فقد عادت الاحتجاجات الشعبيّة للشوارع العربية حيثُ انطلقت الشرارة في السودان في احتجاجات حاشدة لإسقاط نظام عمر البشير الذي يحكمُ الدولة منذ حوالي 30 سنة كما شهدت الجزائر تظاهرات شعبيّة ضخمة طالبت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الذي يحكمُ البلاد هو الآخر منذ عام 1999 – بعدم الترشح لعُهدة خامسة ثمّ تطورت الأمور في وقتٍ لاحق وأصبحَ مطلب الشعب إسقاط النظام.
إعلان تونس:
من المتوقع أن يصادق القادة العرب المشاركين في القمة على إعلان تونس الذي سيتناولُ مركزية القضية الفلسطينية واعترافًا بالقدس عاصمة لفلسطين وتأكيدًا على الهوية السّورية للجولان ودعوة لتكريس السلام الشامل في الوطن العربي، إلى جانب رفض تدخلات إيران في المنطقة وإدانة محاولات الربط بين الإسلام والإرهاب…
أكد القادة العرب في بيانهم الختامي لقمة تونس على:
رفض القرار الأمريكي الأخير حول سيادة إسرائيل على الجولان، مطالبين بإنهاء مبدأ «الأرض مقابل السلام».
رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
إدانة محاولات إيران العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وما تقوم به من تأجيج مذهبي وطائفي في المنطقة.
ضرورة العمل على التوصل إلى تسوية حقيقة وثابتة للأزمتين السورية والليبية.
وحدة أراضي العراق وإدانة التدخلات التركية في شماله.
دعم استقرار لبنان.
التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
استنكار تشويه بعض الجماعات المتطرفة لصورة الإسلام.
التنديد بأعمال الإرهاب والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، ومنها ما يحدث ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار.!!
Discussion about this post