الأمين السعيدي “أحبها بلا ذاكرة”
رواية الشك والحيرة ونحت الكيان
بقلم: محمد براهمي
بين القرية والمدينة تتراوح الأحداث،اماكن معلومة وتجارب مجهولة المصدر ولكنها تحيل على بيئة عربية مضطربة على جميع المستويات؛سياسيا واقتصاديا وفكريا…
فالبطل “عدنان” يقضي شبابه في رسم مشروعا سياسيا لخدمة الوطن والشعب وفي النهاية يعترف بفشل مشروعه لأنه لم ينبع من رحم الأرض ومعاناة الفقراء… وتنجح شخصية “سمير” الراعي الابله في فهم مقتضيات العصر…
بين عشق عدنان لمعلمته “سارة” وتمسكه باللذة منذ الصغر ومعارضته للسلطة…يعيش الاضطراب حتى الانهيار والجنون…حين وجد نفسه اب دون علمه، وقد تعلقت به ابنته حبا وهي لا تعلم انه والدها.
لتكتشف ذلك في القصر.
تنقسم رواية أحبها بلا ذاكرة الى اربعة فصول:
الفصل الأول: الراعي والكلب.
الفصل الثاني : سكينة وذاكرة عفاف.
الفصل الثالث : من القصر الى القرية.
الفصل الرابع: خريف عدنان.
فتشكل نصا متين البناء في الحبكة،محكوم بالخيبة والانتصار،الاخفاء والاعتراف…
يثور الروائي الأمين السعيدي على النسق السردي المعتاد فيشحن الجملة فكريا حتى اضحت عديدة المعاني،مرجعها المشترك اللفظي ومنطلقها ذات حائرة تبحث عن التخلص من تجاربها المتنوعة حين تصيح في شوارع المدينة معترفة بفشلها وغلبة الشر فيها على الخير.
كل حلم في رواية”أحبها بلا ذاكرة” يصبح واقعا ولكنه غير مجدي حين يكتشف الفرد ان ذلك الحلم هو حلم الجماعة المقيد بتصوراتهم لنظام الكون…وهذا الذوبان في الجماعة لا يمثل الانسان السليم الذي يبحث عن الاختلاف ويطلبه منهجا في حياته،اذ ان الحلم المجدي هو ذلك الذي سبقته حرية الاختيار…
تتصارع الشخصيات في الرواية على دور البطولة وتختلف تجاربها فتحيلنا على الاضطراب والحيرة في بيئة اصبح الشاذ فيها هو القاعدة.
Discussion about this post