تغيبُ فأتبعُها في الزحام كأن الزحام غيابْ
وأعدو وأبحث عنها فأنّى اتّجَهتُ يبابٌ… خَرابْ
كأنْ حين أُسرِعُ لم يبق تحت خطاي الترابْ
كأنّيَ طفلٌ وقد ضاع من أبويه بيوم ضبابْ..!
رباعية على المتقارب بقافية مشبعة متناهية في الطول “ياب ”
قافية تتلاءم مع لهاث وعدو وجري والتياع .
عندما يتمسًك الشاعر بصيغة المضارع فهو يبلغ رسالة آنيًة مازالت أحداثها قيد الاستمرار والتواصل .
عشق وحب وتململ غير منقض مبتدئا بالحدث القادح الذي عنه ستتداعى اشكال المعاناة وأصنافها حركة وتخبًطا.ربطا للسبب بالنتيجة ف”تغيب” الفاعل مقدًر معروف مفهوم “هي”و ممًا سيتبعها من أفعال مضارعة أيضا: أعدو, أبحث.” حركة وضجيج وعدم استقرار ليكون الانزياح بالتساوي بين الزحام والغياب ،صورة تعكس تحطًم كلً الحدود والمفاهيم الثابتة نتيجة الغياب ليحضر معجم الغياب واليباب والخراب.وكان الزًمن كلًه توقًف في سياق شرطيً “أنًى” تعميما واستمرارا .
ليكون التشبيه قرينة لللهلع والرغبة الملحة في لقاء الحبيبة الهاربة ” استبدال المشي بالطيران ” ينسحب التراب “.ليسقط العمر والشباب والكبر والتعقًل ليجعل من الشاعر شبيها بالطفل وجه الشبه التّيه والضًياع في يوم ضباب .
والضباب ليس إلا محيطا يضرًجه الفراغ. فيه يتخبط الشاعر باحثا عمًن تعيده إلى الرشد والعقل والنور والضياء..
“تغيب ” مثلت النًقص .والشاعر ينطلق في رحلة جري ولهاث بحثا عن إعادة التوازن لأن الفعل “تغيب” سبقه حضور .
وكان الفجئية هي التي أربكت الشاعر وجعلته في اضطراب مريع خوفا من غياب ابدي لا مراوحة فيه مع الحضور
قصيد وجداني؟ عاطفيً بكمّ من الوجد والحبً والفزع .
Discussion about this post