فى مثل هذا اليوم5 ابريل1955م..
رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل يستقيل من منصبه، وأنطوني إيدن يتولى رئاسة الوزراء خلفًا له.
لسير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل (30 نوفمبر 1874 – 24 يناير 1965 في لندن) كان رئيس الوزراء في المملكة المتحدة من عام 1940 وحتى عام 1945 (إبان الحرب العالمية الثانية). وفي عام 1951 تولى تشرشل المنصب ذاته إلى عام 1955. يُعد تشرشل أحد أبرز القادة السياسيين الذين ظهروا على الساحة السياسية خلال الحروب التي اندلعت في القرن العشرين. قضى تشرشل سنوات حياته الأولى ضابطًا بالجيش البريطاني، ومؤرخًا، وكاتبًا، بل وفنانًا، كلُ في آن واحد. تشرشل هو رئيس الوزراء الوحيد الذي تحصل على جائزة نوبل في الأدب، وكان أول من تمنحه الولايات المتحدة المواطنة الفخرية. ينحدر تشرشل من سلالة عائلات الدوقات الأرستقراطية بمارلبورو؛ وهي أحد فروع عائلة سبنسر الأشهر ببريطانيا. كان والده اللورد راندولف تشرشل، وهو من الساسة ذوي الشخصية الكاريزمية، الذي تولى منصب وزير الخزانة آنذاك. وكانت جيني جيروم ، والدة تشرشل، عضوًا بريطانيا بارزًا في المجتمع الأميركي في تلك الآونة.
أُرسل تشرشل في مهام للجيش البريطاني بكل من المستعمرة الهندية والسودانية، كما شارك بحرب البوير الثانية، بصفته ضابطًا بالجيش البريطاني. وفي تلك الفترة ذاع صيته كأشهر مراسلي الحروب. ألف تشرشل كثيرًا من الكتب، ذكر فيها تجاربه التي شهدها في حملاته وحروبه.
وفي أولى سنوات انخراطه في العملية السياسية، تقلد تشرشل العديد من المناصب السياسية والحكومية؛ حيث رأس وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الداخلية، وأصبح أميرًا للبحرية البريطانية عن حزب الأحرار الأسكويثي. احتفظ تشرشل بمنصبه أميرًا للبحرية البريطانية حتى عصفت به معركة هربرت هنري أسكويث جاليبولي العنيفة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من قوات التحالف والقوات العثمانية، مما أدت لرحيله عن الحكومة. استأنف تشرشل بعدها خدمته العسكرية بنشاط على الجبهة الغربية كقائد الكتيبة السادسة من غداري الفوج الملكي الإسكتلندي، ثم عاد أدراجه لعمله الحكومي كوزير للذخائر، حيث أسندت إليه مراقبة وتنسيق عملية توزيع الذخائر للمجهود الحربي؛ ووزير الدولة لشؤون الحرب، ووزير الطيران. وبعد الحرب عمل تشرشل كوزير للخزانة البريطانية في ظل فترة حكم حكومة المحافظين التي رأسها السياسي ستانلي بلدوين من عام 1924 حتى 1929، عاملًا بدوره على ربط سعر الجنيه الإسترليني عام 1925 بالغطاء الذهبي، كما الحال قبل الحرب. لقي هذا الأمر جدلًا واسعًا، إذ عدها البعض خطوة لخلق ضغوط انكماشية على اقتصاد المملكة المتحدة تسهم في رفع نسبة التضخم. وكان من بين الانتقادات التي وجهت إليه أيضًا سببها معارضته للهيمنة البريطانية على الهند ورفضه القاطع تنازل إدوارد الثامن -ملك المملكة المتحدة- عن العرش في 11 ديسمبر 1936.
وبعيدًا عن عمله السياسي، تولى تشرشل قيادة حملة عاتية في ثلاثينيات القرن الماضي خلال حياته “في البرية”، حذر من الخطر النازي واستعدادها لإعادة التسليح. وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، عُين تشرشل مرة أخرى أميرًا للبحرية البريطانية. وبعد استقالة آرثر نيفيل تشابرلين في العاشر من شهر مايو عام 1940، تولى تشرشل رئاسة الوزراء. ساعد رفضه البات لأي استسلام، أو هزيمة، أو أي حل سلمي على إلهام المقاومة البريطانية، وخصوصًا في الأيام الشرسة الأولى من الحرب العالمية الثانية، عندما وجدت بريطانيا نفسها وحيدة في مواجهتها لهتلر. أثار تشرشل حماس الشعب البريطاني من خلال خطاباته الحماسية والبرامج الإذاعية؛ وظل تشرشل رئيسًا لوزراء بريطانيا حتى أصبح انتصار بلاده على ألمانيا النازية أمرًا مُسلمّاً به. وبعد هزيمة حزب المحافظين في انتخابات عام 1945، أصبح تشرشل زعيمًا للمعارضة بعد فوز حزب العمل البريطاني بالحكومة برئاسة كليمنت أتلي. وبعد وفاة تشرشل، منحته الملكة إليزابيث الثانية شرف أن يحظى بجنازة رسمية، وكانت تلك الجِنَازَة واحدة من الجنائز التي شهدت أكبر تجمع لرجال الدولة حول العالم. وفي استطلاع أُجري عام 2002 وُصف تشرشل ب”أعظم بريطاني على مر العصور”. ويُعد تشرشل -على نطاق واسع- أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ البريطاني؛ إذ كان يحظى دائمًا بنصيب الأسد في استطلاعات الرأي العام لرؤساء وزراء المملكة المتحدة.
بعد الانتخابات العامة البريطانية عام 1951، تولى تشرشل منصب وزير الدفاع منذ أكتوبر 1951 وحتى يناير 1952. بعدها، تولى تشرشل منصب رئيس الوزراء في أكتوبر 1952، وتشكيل الحكومة للمرة الثالثة بعد تشكيله الحكومة الوطنية وقت الحرب، وحكومة تصريف الأعمال التي استمرت لمدة قصيرة بدأت من عام 1945 حتى استقالته في أبريل 1955. وفي الشأن الداخلي، شهدت البلاد العديد من الإصلاحات مثل سن قانون “المناجم والمحاجر” عام 1954، وقانون “الإصلاح العمراني والإيجار” عام 1955. وحد قانون التشريعات الخاصة بتوظيف الشباب من الجنسين للعمل في المناجم والمحاجر، مع مراعاة السلامة، والصحة، والرعاية الاجتماعية. وبالنسبة للقانون الثاني، فقد طور قوانين الإسكان القائمة، ووصف وحدات الإسكان القائمة ب”غير الصالحة للاستخدام الآدمي”. بالإضافة إلى ذلك، زادت المخصصات الضريبية، وتم إنشاء مجلس للإسكان بشكل أسرع، وازدادت معاشات التقاعد، واستحقاقات المساعدة الوطنية. بل والأكثر من ذلك؛ إذ تم فرض رسوم على الوصفات الطبية. جاءت الأولويات المحلية حكومة تشرشل الأخيرة بسلسلة من الأزمات حلت بالسياسة الخارجية، والتي ساهمت بشكل ما في انكماش هيبة وقوة الجيش البريطاني، وتقلص مستعمراته باستمرار. كان تشرشل عادة ما يقوم بممارسات مباشرة تحفظ لبريطانيا مكانتها كقوة دولية. كان أحد تلك الممارسات، إرسال قوات بريطانية إلى كينيا للتعامل مع تمرد الماو ماو. وفي محاولة أخرى للحفاظ على ما تبقى للإمبراطورية البريطانية، صرح ذات مرة بأنه: “لن يترأس عملية تقطيع الأوصال هذه”.
أنثوني إيدن (بالإنجليزية: Anthony Eden) ( مواليد 12 يونيو 1897 – وفيات 14 يناير 1977 ) – كان سياسيًّا بريطانيًّا من حزب المحافظين ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، شغل منصب وزارة الخارجية في وزارة الحرب التي ألفها تشرشل 1940-1945م، ثم تولاها مرة أخرى 1951-1955، ثم عين رئيسا لوزارة سنة 1955.
تحقيق الترويج السريع كعضو شاب في البرلمان، كان وزيرا للخارجية في سن 38، قبل أن يستقيل احتجاجا على سياسة نيفيل تشامبرلين لإرضاء نحو بينيتو موسوليني في إيطاليا. وقد بقى مع هذا الموقف لمعظم الحرب العالمية الثانية، ومرة ثالثة في أوائل 1950s. بعد أن كان نائب ونستون تشرشللمدة 15 عاما تقريبا، خلفه منصب رئيس الوزراء في عام 1955، وبعد ذلك بشهر فاز في الانتخابات العامة.
وقد طغت سمعة إيدن على الصعيد العالمي كمعارض للتسوية، و “رجل سلام”، ودبلوماسي ماهر في عام 1956 عندما رفضت الولايات المتحدة دعم الرد العسكري الأنجلو-فرنسي على العدوان الثلاثي، والذي انتقده النقاد عبر خطوط الحزب نكسة تاريخية للسياسة الخارجية البريطانية، مما يشير إلى نهاية الهيمنة البريطانية في الشرق الأوسط. يجادل معظم المؤرخين بأنه ارتكب سلسلة من الأخطاء، ولا سيما إدراك عمق المعارضة الأمريكية للعمل العسكري. وبعد شهرين من طلب إنهاء عملية الفارس، استقال من منصبه كرئيس للوزراء بسبب سوء حالته الصحية، ولأنه يشتبه على نطاق واسع في تضليل مجلس العموم حول درجة “التواطؤ” مع فرنسا وإسرائيل.
ويصنف إيدن بشكل عام بين أقل رؤساء الوزراء البريطانيين نجاحاً في القرن العشرين، على الرغم من أن السيرتين المتعاطفتين بشكل عام (في عامي 1986 و 2003) قد قطعتا بعض الطريق لتصحيح توازن الرأي. الدكتور. ثورب يقول إن أزمة السويس “كانت نهاية مأساوية حقاً لرئاسته، والتي جاءت لتولي أهمية غير متناسبة في أي تقييم لمهنته”.
قد أعرف في الوطن العربي بالمحرك الأكبر لتحالف بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في شن العدوان الثلاثي سنة 1956 على مصر.!!
Discussion about this post